رسوم ترامب الجمركية تطال إسرائيل رغم تحالفها مع واشنطن
نتنياهو يفشل في استثناء إسرائيل من الرسوم
رغم العلاقة الاستراتيجية القوية التي تربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لم تنجح إسرائيل في تفادي تداعيات السياسة الحمائية التي طبّقها البيت الأبيض خلال تلك الفترة.
وكشف تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ أن نتنياهو حاول مرارًا الحصول على إعفاء من الرسوم الأميركية، لكنه أخفق في ذلك. واعتبر محللون هذا الرفض إشارة واضحة إلى أن حتى الحلفاء المقربين لم يعودوا محصنين من الإجراءات الاقتصادية الصارمة.
رسوم مرتفعة رغم التحالف السياسي
خلال رئاسته، فرض ترامب حزمة رسوم جمركية شملت معظم دول العالم. في بعض الحالات، وصلت هذه الرسوم إلى 104% كما حدث مع الصين. أما إسرائيل، فقد فُرضت عليها رسوم بنسبة 17%، رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادها نتنياهو لتجنبها.
محاولة إسرائيلية لتفادي التصعيد
وفق ما نقلته نيوز عربي، أعلنت إسرائيل عن إلغاء الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية بشكل كامل. وجاء هذا القرار في محاولة لتهدئة التوتر مع واشنطن، وتقديم تنازلات اقتصادية تهدف لتخفيف الضغوط الأميركية.
لكن إدارة ترامب رفضت تقديم أي استثناء، ما يعكس توجّهًا أميركيًا يقوم على المصالح التجارية المباشرة، بدلاً من الاعتماد على العلاقات السياسية فقط.
مستقبل العلاقات الاقتصادية في مهب التساؤلات
القرار الأميركي أطلق موجة من التساؤلات في الأوساط الاقتصادية والسياسية داخل إسرائيل. هل تغيّرت قواعد اللعبة في العلاقة مع الولايات المتحدة؟ وهل باتت المعاملة الاقتصادية تُبنى فقط على التوازنات التجارية لا على العلاقات التاريخية؟
هذه الخطوة تؤكد أن المرحلة القادمة قد تشهد مزيدًا من القرارات الصارمة، حتى تجاه الدول الحليفة، ما يُجبر الحكومات على إعادة تقييم سياساتها الاقتصادية تجاه الولايات المتحدة.
بلومبيرغ: لا امتيازات بعد اليوم.. وواشنطن تحذر الحلفاء
السياسة التجارية الأميركية تبتعد عن المجاملة
اعتبر محللو وكالة بلومبيرغ قرار الولايات المتحدة بعدم منح إسرائيل إعفاءً من الرسوم الجمركية “إشارة تحذير” واضحة لبقية الحلفاء. وأكدوا أن “عهد الامتيازات المجانية قد انتهى”، وأن واشنطن باتت تُدير سياستها التجارية بناءً على حسابات اقتصادية بحتة، لا على التحالفات التقليدية.
يرى خبراء أن هذا التوجه يعكس رغبة إدارة ترامب السابقة في فرض نظام عالمي جديد للتجارة، يُلزم الجميع بقواعد موحدة بعيدًا عن الامتيازات الخاصة. ويضع هذا التحول دولًا عديدة تحت ضغط اقتصادي، بعد سنوات من الاعتماد على العلاقات السياسية مع واشنطن لتحقيق مكاسب تجارية.
الصين تُصعّد وتحضّر لإجراءات مضادة
في الجهة المقابلة، اتخذت الصين موقفًا حازمًا تجاه التصعيد الأميركي. فقد أعلنت وزارة التجارة الصينية أن “تهديد واشنطن بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية يُعد خطأ مضاعفًا”. وأضافت الوزارة أن بكين لن تتردد في الدخول في مواجهة اقتصادية طويلة الأمد إذا استمرت الولايات المتحدة على نفس النهج.
وتسعى الحكومة الصينية إلى فرض قيود جديدة على تصدير المعادن النادرة، التي تُستخدم في الصناعات المتقدمة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة. ووفق ما نشرته “نيوز عربي”، تدرس الصين أيضًا فرض رسوم على المنتجات الزراعية الأميركية، إلى جانب احتمال حظر الأفلام الأميركية داخل السوق الصيني.
انقطاع الاتصال بين ترامب وشي يثير المخاوف
في تطور لافت، لم يتواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ منذ عودته إلى البيت الأبيض، في أطول انقطاع من نوعه بين قادة البلدين خلال 20 عامًا.
وذكرت صحيفة الحزب الشيوعي الصيني، بحسب ما نقلته “نيوز عربي”، أن بكين “تخلّت عن وهم إمكانية الوصول إلى اتفاق شامل مع الولايات المتحدة”، مما يعكس درجة التوتر في العلاقات الثنائية.
مخاطر ركود عالمي تلوح في الأفق
أشار تقرير بلومبيرغ إلى أن التأثيرات السلبية للسياسات الجمركية الأميركية لا تقتصر على الصين فقط، بل تمتد لتشمل دولًا حليفة مثل إسرائيل. وتزامنت هذه التطورات مع تحذيرات متزايدة من دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود.
وحذّرت ميشيل لام، المحللة في بنك “سوسيتيه جنرال”، من أن استمرار هذه السياسات سيدفع العالم نحو مرحلة جديدة من الانفصال الاقتصادي بين أكبر اقتصادين عالميين. وأضافت أن هذا الانفصال سيؤثر بشكل مباشر على سلاسل الإمداد العالمية، ويزيد من احتمالية حدوث “ركود تضخمي” عالمي.
