لقاءات رفيعة المستوى لتعزيز التعاون الثنائي
وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الجزائر في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، إضافة إلى مناقشة التطورات الإقليمية، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقد التقى عراقجي بكل من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف، حيث ناقش الجانبان سبل تطوير التعاون المشترك وتنسيق المواقف في القضايا الدولية.
علاقات تاريخية تعود لزمن الثورات
العلاقات الإيرانية الجزائرية ليست جديدة، إذ تعود إلى أيام دعم إيران للثورة الجزائرية، ومساندة الجزائر للثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979. رغم بعض الفترات الصعبة، استمر التنسيق بين البلدين وارتفعت وتيرة التعاون في السنوات الأخيرة.

أبعاد الزيارة: النفوذ والدبلوماسية
اعتبر أشكان ممبيني، خبير العلاقات الدولية، أن زيارة عراقجي تندرج ضمن إستراتيجية إيران لتوسيع نفوذها في شمال أفريقيا. وأوضح أن طهران تسعى لبناء تحالفات مع دول مستقلة تشاركها الرؤية في الملفات الدولية، ومن بينها الجزائر.
وأشار ممبيني إلى أن هذه الزيارة تعكس التزام الطرفين بتنفيذ اتفاقيات سابقة، وتفعيل إمكانيات التعاون العملي. وأكد أن الجزائر، بفضل موقعها الإستراتيجي ومواردها الطبيعية، تمثل شريكاً أساسياً لإيران في القارة الأفريقية.
وأضاف أن الموقف المشترك حيال القضية الفلسطينية عزز من أهمية اللقاء، خاصة في ظل تزايد خطوات التطبيع في المنطقة. ويرى أن هذا التقارب الإيراني الجزائري يمكن أن يشكّل محور دعم جديد للقضية الفلسطينية، في مواجهة التغيرات السياسية العربية.
في السياق ذاته، أكد ممبيني أن البلدين يسعيان لإعادة التموضع في النظام الدولي الجديد، حيث يشكّل التنسيق بينهما فرصة لتعزيز الحضور في المنتديات متعددة الأطراف.
القضية الفلسطينية في قلب الزيارة
المحلل السياسي برديا عطاران شدد في حديثه لـ”نيوز عربي” على أن الزيارة تحمل رسالة دعم قوية لغزة، وتُبرز اهتمام طهران بالحفاظ على حضور القضية الفلسطينية في المشهد العالمي، في ظل صمت إعلامي نسبي حول العدوان الإسرائيلي الأخير.
وأوضح عطاران أن إيران لا تكتفي بدورها التقليدي في دعم فلسطين، بل تعمل على تحفيز دول إسلامية كبرى مثل الجزائر لتوسيع دائرة التفاعل مع الملف الفلسطيني، وتكريس حضورها السياسي كفاعل مستقل ومؤثر.
ونفى عطاران صحة بعض التقارير التي تحدثت عن إمكانية قيام الجزائر بدور وساطة بين طهران وواشنطن، مؤكداً أن سلطنة عمان تظل الجهة الوحيدة التي تحظى بثقة إيران في هذا المجال.
وختم بالإشارة إلى أن طهران تحرص على إطلاق مبادرات إسلامية موحدة لدعم الفلسطينيين، لضمان استمرار زخم التضامن الدولي مع غزة.