في ظل التحديات اليومية التي تواجهها الأمهات والآباء في تسلية أطفالهم، تأتي التكنولوجيا الحديثة لتقدم يد العون، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل تحول إلى شريك يومي في رعاية الأطفال وتعليمهم.
وبات الذكاء الاصطناعي اليوم جزءًا لا يتجزأ من الروتين العائلي، حيث يمكن للأمهات والآباء الاستفادة من أدواته الذكية لتقديم محتوى ترفيهي وتعليمي مخصص للأطفال دون الحاجة إلى وقت طويل للتحضير أو التخطيط. فما عليك سوى إدخال بعض التعليمات البسيطة لتقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بتوليد القصص، الأغاني، الألعاب التعليمية، وحتى الأنشطة التفاعلية التي تناسب عمر واهتمامات الطفل.
موقع “نيوز عربي” يستعرض لكم في هذا التقرير أفضل 6 طرق عملية يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها دعم الأمهات والآباء في تقديم ترفيه ذكي وتعليم فعال لأطفالهم:
-
إنشاء قصص أطفال مخصصة:
من خلال منصات الذكاء الاصطناعي، يمكنكِ إنشاء قصة مشوقة مخصصة لطفلك، تتضمن اسمه وشخصيات يحبها، ما يضيف طابعًا شخصيًا ويزيد من اهتمام الطفل. -
توليد أغانٍ تعليمية:
تستطيع الأمهات استخدام أدوات مثل ChatGPT أو أدوات توليد الموسيقى لإنشاء أغانٍ بسيطة ومسلية تعلّم الطفل الحروف أو الأرقام بطريقة ممتعة. -
تحويل الروتين اليومي إلى تجربة تعليمية:
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل أنشطة مثل ترتيب الغرفة أو غسل اليدين إلى ألعاب تفاعلية تربط بين الترفيه والتعليم. -
اقتراح أنشطة بناءً على عمر الطفل:
تساعد بعض التطبيقات الذكية في اقتراح أنشطة تعليمية وترفيهية مناسبة لعمر الطفل ومستوى تطوره، مما يسهل مهمة اختيار الألعاب المفيدة. -
دعم اللغة والتواصل:
تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي تعليم الأطفال لغات جديدة عبر المحادثات التفاعلية، مما يُسهم في تنمية مهارات التواصل منذ سن مبكرة. -
التعرف على مشاعر الطفل ومساعدته نفسيًا:
بعض الأنظمة الذكية قادرة على تحليل تعابير وجه الطفل أو نبرة صوته لتقديم ردود فعل مناسبة عاطفيًا، تساعد الأمهات على فهم حالة الطفل النفسية والتعامل معها بشكل أفضل.
ومع هذا التطور التكنولوجي، بات بمقدور كل أم تحويل وقت الفراغ في المنزل إلى فرصة لبناء علاقة أقوى مع الطفل وتعزيز مهاراته في آن واحد، مما يجعل الذكاء الاصطناعي حليفًا لا يُقدّر بثمن في حياة الأسرة العصرية.

إنشاء قصة قبل النوم
تُعد القصص قبل النوم أمرا ضروريا عند كثير من الأطفال، لا سيما الذين اعتادوها، ولكن في يوم ما قد تكونين منهكة وليس لديكِ إلهام للتوصل إلى شيء، أو أن القصص التي اشتريتيها قرأتيها كلها عليهم، وتحتاجين إلى قصة جاهزة لأطفالك الذين ينتظرونك ولن يناموا سعداء بدونها.
يمكنك ببساطة أن تستخدمي أحد روبوتات الدردشة مثل “شات جي بي تي” بشكل مجاني وأن تعطيه بعض التعليمات البسيطة والأفكار، وسيبدأ بكتابة القصة في ثوانٍ، ولتحقيق أكبر فائدة يجب عليك كتابة التعليمات بعناية بحيث تكون مخصصة ومستهدفة تناسب ثقافتك.
ويستطيع “شات جي بي تي” أن يأخذ أفكارا غامضة أو كلمات عشوائية ويصنع منها شيئا مسليا يناسب أطفالك، جربي أن تكتبي له “هل يُمكنك أن تُخبرني قصة ما قبل النوم عن فتاة صغيرة (اختر لها اسما يناسب الأطفال) شجاعة معها عصا سحرية وتعيش في طبيعة هادئة، ويحاول مخلوق ماكر (اعطه اسما شريرا مناسبا للأطفال) إيذاء الفتاة الصغيرة، ولكنها تقوم بحيل ذكية وتنتصر عليه”.
سيقوم روبوت الدردشة بإنشاء القصة التي طلبتيها في ثوانٍ، ويمكنك قراءتها لأطفالك في غضون 10 دقائق وستكون النتائج مبهرة ومميزة.

إنشاء أغان للأطفال
تُعد الأغاني من أكثر الأشياء التي يقبلها الطفل ويتفاعل معها، ومن الجميل أن تقدمي لطفل شيئا مخصصا من إنشائك، ولإنشاء أغنية اليوم، فأنت لست بحاجة إلى مغن أو مُلحن أو آلات موسيقية فالذكاء الاصطناعي سيتكفل بكل شيء.
استخدمي “شات جي بي تي” واطلبي منه إعطاءك 10 اقتراحات لأغان مناسبة للأطفال، وسيقدم روبوت الدردشة اقتراحات وعناوين لأغان تناسب الأطفال، يمكنك اختيار أحدها مثل أغنية “رحلة إلى حديقة الحيوان”، اطلبي من روبوت الدردشة مرة ثانية إنشاء كلمات أغنية بعنوان “رحلة إلى حديقة الحيوان” تناسب الأطفال وسيقوم بكتابة ما طلبت.
والآن بعد أن أصبحت لديك كلمات أغنية جاهزة، يمكن الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي إنشاء الأغنية مع الموسيقى والصوت والإيقاعات، وتتوفر عديد من المواقع التي توفر هذه الخدمة أبرزها موقع “سونو” (Suno).
ادخلي إلى موقع “سونو” وسجلي فيه، ثم اضغطي على خيار “إنشاء”، وفعّلي زر “تخصيص” في أعلى الشاشة، وستكون لديك عدة خانات– في الخانة الأولى توضع كلمات الأغنية التي أنشأها “شات جي بي تي”، وفي الخانة الثانية سيطلب اختيار أسلوب الأغنية– بعد الانتهاء من كل شيء اضغطي على زر إنشاء الموجود في الأسفل.
سيقوم نموذج “سونو” بإنشاء أغنيتين بالكلمات التي كتبتيها، ويضيف لحنا وإيقاعا مناسبا، ورغم أن هذه الميزة جميلة وتستحق التجربة، فإن النموذج قد يعاني بعض الشيء من النطق باللغة العربية.

إنشاء صورة من وحي خيال أطفالك
يحب الأطفال تخيل الشخصيات وإبهار الآخرين بإنجازاتهم، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي يمكنك أن تمنح طفلك فرصة ليُخرج ما في ذهنه ويجسد تخيلاته بطريقة ممتعة وتعليمية.
كل ما عليك فعله هو الدخول لأحد مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي”، وتسجيل الدخول، وسيكون جاهزا لتوليد الصور، ومن الأفضل أن تجعلي طفلك يولد الصورة بنفسه ويكتب المدخلات بطريقته، ولكن من جهة أخرى يُفضل أن تُقدمي له بعض الإرشادات، مثل أن يكون الوصف دقيقا وموجها للوصول إلى الصورة التي يتخيلها.
وبكتابة عبارات مثل “تنين مصنوع من الغيوم” أو “روبوت يرسم تحفة فنية”، يمكن للأطفال رؤية أفكارهم تتجسد على أرض الواقع، إنها طريقة سهلة ليفهموا الذكاء الاصطناعي وخيار رائع للأطفال لتعلم الإبداع والتصميم والاطلاع على إمكانيات التكنولوجيا اللامحدودة.
يمكنك استخدام “شات جي بي تي” لإنشاء صور تلبي رغباتك، كما تتوفر عديد من المواقع لإنشاء الصور من الوصف، يمكنك تجربتها واختيار الأنسب لطفلك.
وقت الوجبات الخفيفة
قد يكون تحضير وجبات خفيفة صحية للأطفال الصغار (من عمر سنة إلى 5 سنوات) صعبا للغاية، لأن فضول الأطفال يدفعهم للمشاركة، فالمطبخ ليس مكانا آمنا للأطفال حيث يمكن للطفل أن يؤذي نفسه من سكين أو خلاط أو فرن.
ولإيجاد حل لهذه المشكلة يمكن الاعتماد على “شات جي بي تي” لإعطاء اقتراحات عن وجبات خفيفة وصحية يمكن للطفل المشاركة بها، افتحي روبوت الدردشة، وجرّبي كتابة “أعطني أفكارا لوجبات خفيفة صحية يُمكن للأطفال مساعدتي في تحضيرها”، وسيقدم لك نصائح مفيدة مثل تحضير ساندويشة صغيرة (اللبنة مثلا) وسيقول “دعي طفلك يدهن اللبنة بملعقة ويضع الخضار بترتيب معين ويرش النعناع في النهاية” أو صنع أعواد الفواكه – “قومي بتجهيز فواكه على شكل قطع، ودعي طفلك يختار ويرتب الفواكه على العود”.

ابتكار ألعاب للأطفال
في الأيام الممطرة، قد تصبح تسلية الأطفال داخل المنزل تحديا لكثيرين، خاصة إذا شعر الأطفال بالملل من ألعابهم المعتادة، وفي هذه الحالة من المفيد جدا استخدام “شات جي بي تي” ليقترح بعض الألعاب التي تناسبك ولا تتطلب هواتف أو أجهزة أو مهارات خاصة.
اكتبي في الدردشة “ابتكر لعبة بسيطة للأطفال الصغار لا تتطلب كثيرا من الإعداد أو التنظيف”، ويمكنك تخصيص طلبك بتحديد عدد أطفالك، وهل هم فتيان أم فتيات لإعطائك لعبة مخصصة.
وسيقترح لك روبوت الدردشة اسم اللعبة والعمر المناسب وطريقة اللعب، بالإضافة إلى الفوائد التي سيكتسبها طفلك من اللعبة، وبهذه التجربة تستطيعين تنمية مهارات أطفالك وقضاء وقت ممتع معهم بدل الاعتماد على الهواتف الذكية والتي قد يكون لها آثار سلبية عليهم.
إصابات الأطفال
الإصابات لدى الأطفال أمر لا مفر منه، مثل الزكام أو الكدمات الخفيفة، ولجعل رحلة التعافي سهلة وميسورة يجب الحفاظ على معنوياتهم مرتفعة وإعطاؤهم الدواء الذي غالبا ما يرفضونه.
سيكون “شات جي بي تي” مساعدا حقيقيا في هذه الأوقات وسيقدم خيارات مفيدة، مثلا اسألي روبوت الدردشة “كيف يمكنني جعل طفلي الصغير يتناول دواءه من دون شكوى؟” وسيعطيك “شات جي بي تي” خيارات منطقية وتفاصيل مناسبة، وستلاحظين أنه يهتم ببعض التفاصيل التي لا تخطر ببالك أحيانا مثل سبب الرفض، هل هو بسبب الطعم أو القوام أو بسبب الخوف، وسيقدم حلولا مجربة تناسب حالتك.
وينطبق الأمر نفسه عند حدوث كدمات ووضع ضمادة، سيكون “شات جي بي تي” مساعدا مفيدا وسيقدم أبرز الإسعافات الأولية وسيكون أداة مفيدة يمكنك اللجوء إليها للحصول على نصائح دقيقة في أي وقت.