نيوز عربي – الخميس 10 أبريل/نيسان 2025
مع نهاية الحملات الانتخابية مساء اليوم، يدخل مرشحو الانتخابات الرئاسية في الغابون مرحلة الصمت الانتخابي استعدادًا للاقتراع المقرر يوم السبت 12 أبريل/نيسان، وسط أجواء مشحونة وتوقعات بمنافسة حامية على كرسي الرئاسة.
وتتميز انتخابات هذا العام بكونها الأولى منذ أكثر من 50 عامًا لا تضم أحد أفراد عائلة بونغو، التي حكمت البلاد بشكل شبه متواصل منذ عام 1967.
مشهد انتخابي جديد بعد انقلاب 2023
يتنافس في هذه الانتخابات 8 مرشحين، بينهم 7 رجال وسيدة واحدة، يسعون جميعًا إلى الوصول إلى القصر الذهبي في ليبرفيل، والذي يُعد رمزًا للسلطة منذ بنائه عام 1977.
ويأتي هذا الاستحقاق السياسي بعد الإطاحة بالرئيس علي بونغو في انقلاب قاده الجنرال بريس أوليغي أنغيما في أغسطس/آب 2023، وهو نفسه أحد أبرز المرشحين اليوم، إلى جانب رئيس الوزراء السابق آلين كلود.
ومنذ الانقلاب، دخلت البلاد في مرحلة انتقالية بقيادة عسكرية، على أمل العودة إلى الحكم المدني بعد الانتخابات.

صراع شعارات: اقتصاد، إصلاح، واستعادة الحكم المدني
يركز المرشح آلين كلود، البالغ من العمر 57 عامًا، على الإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد، ويتعهد بتحقيق العدالة الاجتماعية واستثمار عائدات النفط والتعدين لتحسين حياة الفقراء والفئات الهشة.
ويتهم كلود خصمه أنغيما بأنه امتداد لنظام بونغو السابق، ويصفه بأنه غير مؤهل لقيادة البلاد نحو الديمقراطية.
أما الجنرال أنغيما، البالغ من العمر 50 عامًا، فيقدّم نفسه كـ”منقذ” الغابون من قبضة عائلة بونغو، ويرفع شعارات “التحرير، والبناء، وإنعاش الاقتصاد”. لكنه يواجه اتهامات محلية ودولية بالفساد، بما في ذلك صفقات عقارية مشبوهة في الولايات المتحدة.
ومن جهتها، تطرح جينينجا زينابا، المرشحة الوحيدة في السباق، برنامجًا يركّز على محاربة الفساد وتقليص الإنفاق العام، وتوفير فرص عمل للشباب.

اقتصاد متدهور ومطالب شعبية بالإصلاح
تعاني الغابون من تدهور اقتصادي خطير، إذ انخفض إنتاج النفط من 370 ألف برميل يوميًا في 1997 إلى 180 ألفًا فقط عام 2022، بينما تعيش ثلث السكان تحت خط الفقر، في ظل سيطرة شركات أجنبية على الثروات بدعم من مسؤولين نافذين.
وحذر صندوق النقد الدولي في وقت سابق من الإفراط في الإنفاق الحكومي خارج إطار الموازنة العامة.
من الأقرب للفوز؟
تشير تقارير ميدانية إلى أن التنافس الحقيقي يدور بين الجنرال أنغيما ورئيس الوزراء السابق كلود، اللذين كانا في وقت سابق جزءًا من نظام بونغو، حيث تولّى الأول قيادة الحرس الرئاسي، فيما شغل الثاني رئاسة الحكومة.
ورغم القاعدة الشعبية التي يتمتع بها كلود، فإن الدعم المؤسسي والإعلامي يبدو مائلًا لصالح أنغيما، خاصة في العاصمة ليبرفيل التي تغص باللافتات الدعائية المؤيدة له.
ورغم قلة فرص المرشحين الآخرين في الفوز، فإن مشاركتهم أتاحت لهم التعريف ببرامجهم ومحاولة التأثير على الشارع السياسي.