• Home  
  • هل مرضى التوحد لا يتفاعلون اجتماعيا؟
- صحة

هل مرضى التوحد لا يتفاعلون اجتماعيا؟

توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن الأشخاص المصابين بالتوحد يعبرون عن مشاعرهم تمامًا مثل غيرهم، لكن تعبيرات وجوههم تكون دقيقة للغاية لدرجة يصعب ملاحظتها بالعين المجردة. وتشير هذه النتائج إلى تقدم مهم في فهم أساليب التواصل الاجتماعي لدى المصابين بالتوحد، مما قد يساعد على تعزيز اندماجهم بشكل أفضل في المجتمع. أجرى الدراسة فريق من الباحثين […]

shutterstock 1811185423 1744300778

توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن الأشخاص المصابين بالتوحد يعبرون عن مشاعرهم تمامًا مثل غيرهم، لكن تعبيرات وجوههم تكون دقيقة للغاية لدرجة يصعب ملاحظتها بالعين المجردة. وتشير هذه النتائج إلى تقدم مهم في فهم أساليب التواصل الاجتماعي لدى المصابين بالتوحد، مما قد يساعد على تعزيز اندماجهم بشكل أفضل في المجتمع.

أجرى الدراسة فريق من الباحثين بجامعة روتجرز في المملكة المتحدة، ونُشرت بتاريخ 7 أبريل/نيسان الجاري في مجلة Frontiers in Psychiatry. كما تناول موقع يوريك أليرت تفاصيل هذه الدراسة التي اعتبرها الخبراء نقلة نوعية في ميدان أبحاث التوحد.

وبحسب الباحثين، فإن القدرة على تفسير تعبيرات الوجه الدقيقة لدى المصابين بالتوحد قد تسهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة عنهم، إلى جانب تمهيد الطريق أمام أدوات جديدة تساعد على تحسين التفاعل الاجتماعي معهم. كذلك، يمكن أن يسهم هذا الفهم الجديد في تطوير استجابات عاطفية أكثر فاعلية تلائم احتياجاتهم الحقيقية.

ما هو التوحد؟

يُعرف اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorders) بأنه حالة تؤثر على كيفية تفاعل الفرد مع الآخرين وتواصله معهم. وغالبًا ما تتسم الحالة بصعوبات في التفاعل الاجتماعي، وصعوبة التكيف مع التغيرات، والتركيز المفرط على التفاصيل، إلى جانب استجابات حسية غير تقليدية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، قد تختلف شدة هذه الأعراض من شخص إلى آخر، مما يجعل كل حالة فريدة من نوعها.

ورغم التحديات التي يواجهها المصابون بالتوحد، فإن الأبحاث الجديدة مثل هذه تفتح آفاقًا واعدة لفهم أعمق ودعم أكثر تخصيصًا وفاعلية.


انفوغراف أعراض التوحد

حركات دقيقة تكشف الكثير

درس الباحثون تفاعلات المشاركين باستخدام نوع جديد من البيانات طوره الفريق البحثي يُعرف بـ”قمم الحركات الدقيقة” (Micromovement Spikes)، وهي طريقة تلتقط حركات الوجه المجهرية باستخدام تقنيات إحصائية. تتبع الباحثون الحركات المجهرية للوجه من خلال تسجيل مقاطع فيديو قصيرة (من خمس إلى ست ثوان) باستخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية.

طوّر فريق البحث تطبيقا يرشد المشاركين عبر أربع مراحل: تدريب على تسجيل الفيديو، تصوير الوجه في حالة الراحة، ثم أثناء الابتسام، ثم عند إظهار الدهشة. وجُمعت البيانات في بيئات متعددة، شملت المدارس، وأماكن العلاج، وأثناء الفعاليات الاجتماعية، كما أرسل بعض المشاركين تسجيلاتهم من منازلهم.

شملت الدراسة 126 مشاركا، من بينهم 55 شخصا يستخدمون الكتابة للتواصل حيث إنهم لا يتحدثون. وأظهرت النتائج أنه رغم وجود فروقات في الحركات الدقيقة للوجه بين المصابين بالتوحد والأشخاص السليمين، إلا أن عضلات الوجه المسؤولة عن التعبير العاطفي كانت نشطة في كلا المجموعتين. وأشار الباحثون أن الفارق الأساسي كان في شدة هذه التعبيرات.

تُشير الباحثة إليزابيث توريس، الأستاذة في علم النفس بجامعة روتجر، والباحثة المشاركة في هذه الدراسة، إلى أن: “الأفراد المصابين بالتوحد يستخدمون نفس الحركات الوجهية الأساسية للتعبير عن المشاعر، لكن شدتها غالبا ما تقع خارج النطاق المألوف الذي يتعرف عليه معظم الناس. مما يدفع الآخرين إلى التغاضي عن مشاعرهم أو تفسيرها بشكل خاطئ.”

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678