[ad_1]
فرط نشاط المثانة: تأثيراته وطرق العلاج
فرط نشاط المثانة هي حالة محرجة تؤثر على كثير من الناس في مختلف الأعمار، حيث يعاني المصابون منها من حاجة ملحة ومتكررة للتبول حتى وإن لم تكن المثانة ممتلئة. وقد يكون لهذه الحالة تأثيرات كبيرة على جودة الحياة، حيث تعيق ممارسة الأنشطة اليومية مثل الرياضة أو الخروج مع الأصدقاء أو حتى النوم بشكل طبيعي.
فرق بين كثرة التبول وسلس البول
من المهم التمييز بين كثرة التبول وسلس البول. ففي حين أن كثرة التبول تشير إلى الحاجة المتكررة للتبول، فإن سلس البول يعني التبول اللاإرادي الذي قد يؤدي إلى تسرب البول بشكل غير متحكم فيه.
أسباب فرط نشاط المثانة
تقول الدكتورة سوشما سريكريشنا، استشارية النسائية والمسالك البولية في مستشفى جسر لندن، إن ما بين 40% إلى 50% من النساء يعانين من كثرة الحاجة إلى التبول في مرحلة عمرية معينة. وتُعزى هذه المشكلة في بعض الحالات إلى تغييرات هرمونية أو ضعف في العضلات المسؤولة عن التحكم في المثانة.
أما بالنسبة للرجال، فيُعد تضخم البروستات من الأسباب الشائعة لهذه المشكلة. وفقاً لموقع عيادة كليفلاند، يعاني واحد من كل ثلاثة رجال فوق سن الخمسين من أعراض تضخم البروستات، مثل كثرة الحاجة إلى التبول، حيث تمتلئ المثانة بسرعة ويصبح من الصعب إفراغها بالكامل.
الالتهابات وأثرها على التبول
تعتبر التهابات المسالك البولية أيضًا سببًا آخر قد يؤدي إلى كثرة الحاجة إلى التبول، حيث يشعر المصابون بهذه الحالة بألم مرفق مع الحاجة المستمرة للتبول. هذه الالتهابات يمكن أن تصيب الرجال والنساء على حد سواء وتسبب شعورًا غير مريح يزداد سوءًا مع التبول المتكرر.
طرق العلاج
يختلف العلاج بحسب السبب الكامن وراء فرط نشاط المثانة. يمكن أن يشمل العلاج تغييرات في نمط الحياة، مثل تقليل كمية السوائل قبل النوم أو القيام بتمارين لتقوية عضلات الحوض. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم استخدام الأدوية التي تساعد في تنظيم النشاط العصبي للمثانة أو حتى في بعض الحالات قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا في حال كانت الأسباب أكثر تعقيدًا.

يعتبر عدد المرات الطبيعية للذهاب إلى دورة المياه أمرًا يختلف من شخص لآخر، لكن المهم هو ألا يؤثر هذا العدد على نوعية الحياة أو الأنشطة اليومية. تقول الدكتورة سوشما سريكريشنا، استشارية النسائية والمسالك البولية، إن المثانة تستوعب عادة ما بين 400 و600 مليلتر من السوائل قبل الحاجة للتبول، مع فاصل زمني يتراوح بين ثلاث إلى أربع ساعات. ومع ذلك، يتأثر هذا الرقم بكمية السوائل التي يتناولها الشخص.
عوامل تؤثر على التبول المتكرر
زيادة الحاجة للتبول قد تحدث لأسباب عدة. عند النساء، يمكن أن يكون ذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية، بينما قد يكون عند الرجال ناتجًا عن مشكلات في البروستات أو الأدوية المدرة للبول مثل تلك المستخدمة في علاج أمراض القلب.
متى يجب زيارة الطبيب؟
تستفيد الزيادة الطبيعية في الحاجة للتبول مع التقدم في السن، حيث من غير المعتاد أن يستيقظ الشخص دون سن الخمسين ليلاً للتبول، ولكن بعد هذه السن، يصبح من الطبيعي الاستيقاظ مرة واحدة ليلاً، بينما قد تتكرر الحالة أكثر في الستينيات والسبعينيات. قد تزداد أيضًا الحاجة للتبول خلال الحمل، ولكن عند النساء غير الحوامل، قد تكون الزيادة في عدد المرات غير طبيعية وتستدعي زيارة الطبيب.
إذا كانت المشكلة تؤثر على النوم أو الأنشطة اليومية، أو إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الألم عند التبول أو الحمى أو فقدان السيطرة على المثانة، فيجب استشارة الطبيب. تقول الدكتورة سريكريشنا: “علينا أولًا استبعاد الأمراض مثل التهاب المسالك البولية أو مرض السكري، وكذلك مشكلات عصبية مثل مرض باركنسون.”
التقدم في العمر والقدرة على التحكم في المثانة
مع التقدم في السن، تقل سعة المثانة مما يجعل من الصعب حبس البول، ويزداد الاعتماد على الأدوية التي قد تسبب التبول المتكرر، مثل مدرات البول. كما أن لانقطاع الطمث تأثيرًا كبيرًا في هذا المجال، حيث يؤدي نقص هرمون الإستروجين إلى ضعف المثانة وقناة مجرى البول، مما يقلل القدرة على التحكم في التبول.
هل تؤثر الحالة النفسية؟
الحالة النفسية قد تكون لها علاقة أيضًا. يشعر بعض الأشخاص بحاجة ملحة للتبول بسبب الخوف من عدم القدرة على الوصول إلى دورة المياه في الأماكن العامة أو أثناء الخروج من المنزل. تقول الدكتورة سريكريشنا: “هذا النوع من التبول مرتبط بتكييف الدماغ، ويمكن معالجته.”
هل تساهم المبالغة في شرب الماء؟
بالطبع، شرب كميات كبيرة من الماء يزيد الحاجة للتبول. تقول الدكتورة سريكريشنا: “من الأخطاء الشائعة التي يظنها الناس صحيحة هي ضرورة شرب الماء باستمرار طوال اليوم. ما يحتاجه الجسم هو حوالي لتر ونصف إلى لترين من السوائل يومياً، وهذا يعتمد على البيئة التي يعيش فيها الشخص.”
ومع ذلك، تحذر الدكتورة سريكريشنا من تقليل كمية السوائل بشكل مفرط، لأن ذلك قد يؤدي إلى جفاف الجسم. في حالة الجفاف، تستمر الكلى في إنتاج البول ولكن يصبح أكثر تركيزًا ويشكل مزيدًا من الإزعاج.
هل يزيد أي نوع من الأطعمة أو المشروبات من سوء الحالة؟
تختلف المحفزات الغذائية والتفاعلات مع المثانة من شخص لآخر، لكن بعض الأطعمة والمشروبات تعتبر محفزات شائعة تزيد من رغبة التبول. تشير كورتني بارث، مختصة التغذية من الولايات المتحدة، إلى أن الأطعمة الحمضية مثل الطماطم وعصير البرتقال هي من بين أبرز المحفزات التي تهيج بطانة المثانة. كما أن الشوكولاتة، بسبب احتوائها على الكافيين، يمكن أن تساهم أيضًا في زيادة الحاجة للتبول.
أما المشروبات مثل القهوة والمشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، فهي معروفة بأنها مدرة للبول، مما يساهم في زيادة التبول. توافق الدكتورة سوشما سريكريشنا هذا الرأي، مشيرة إلى أن الكافيين والمشروبات الغازية، بالإضافة إلى تناول كميات كبيرة من الشاي الأخضر، يمكن أن يزيد من الرغبة في التبول.
كيف يُعالج فرط نشاط المثانة؟
علاج فرط نشاط المثانة يبدأ عادةً بالفحوصات التشخيصية التي تساعد على تحديد مدى قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول وتفريغه. توضح الدكتورة سريكريشنا أنه بعد استبعاد أي عدوى أو أسباب طبية أخرى، يتم إجراء تقييم ديناميكي للبول (Urodynamic Assessment). في هذا الإجراء، يتم ملء المثانة بصبغة ومراقبتها باستخدام الأشعة السينية أثناء امتلائها وتفريغها. كما تطلب الدكتورة من المرضى مراقبة الطعام والشراب الذي يتناولونه طوال اليوم، ويتم في النهاية تحديد العلاج الأنسب بناءً على هذه المعلومات.
التغييرات في نمط الحياة
يمكن أن تحدث تغييرات بسيطة في نمط الحياة فارقًا كبيرًا في تخفيف أعراض فرط نشاط المثانة. على سبيل المثال، تقليل استهلاك الكافيين والمشروبات المدرة للبول مثل القهوة والمشروبات الغازية يمكن أن يساعد في تخفيف الرغبة المتكررة للتبول.
إعادة تدريب المثانة
من الخيارات العلاجية الشائعة إعادة تدريب المثانة، وهو برنامج يهدف إلى تدريب المثانة على احتباس المزيد من البول وزيادة المدة بين مرات التبول. على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يحاول البقاء لمدة ثلاث أو أربع ساعات دون الحاجة للتبول، مما يساعد على تحسين التحكم في المثانة على المدى الطويل.
[ad_2]