لعشاق الأدرينالين.. شاهد مغامرة الطيران الشراعي بسماء إنترلاكن السويسرية

مرحلة التحضير: بين الحماس والتوتر

عند وصولنا إلى نقطة الانطلاق في بيتنبرغ، بدأ قلبي ينبض بسرعة، فقد اجتمع في داخلي حماس التجربة الأولى مع توتّر المجهول، إذ إنها المرة الأولى التي أُقدم فيها على تجربة الطيران الشراعي، وهو نشاط شيّق يصلح لكل المواسم ولا يتطلب أي خبرة سابقة.

قبل الانطلاق، يُطلب من كل مشارك ارتداء ملابس مناسبة للطقس وأحذية متينة. ولمن يحتاج، توفّر الشركة أحذية للمشي لمسافات طويلة أو سترات شتوية مجانًا. وينصح الخبراء بارتداء نظارات شمسية أو نظارات التزلج لحماية العينين من الرياح الشديدة في الأعلى.

بدأت الطيارة نيكول نوسباوم بشرح خطوات التحضير بأسلوب مطمئن وتفصيلي، وقالت:

“أولاً، أتحقّق من ملاءمة ملابسك وأحذيتك، ثم بناءً على اتجاه الرياح وقوتها، سأخبرك بالسرعة التي يجب أن تركضي بها للإقلاع.”

وأضافت بابتسامة مشجعة:

“عندما تبدأين بالجري وتبدأ المظلة بالارتفاع، ستشعرين وكأن وزنك يخف فجأة، لكن من المهم الاستمرار في الجري وعدم الجلوس حتى نرتفع تمامًا في الهواء. بعد الإقلاع، سيكون بإمكانك الجلوس والاستمتاع بالرحلة بكل راحة.”

ومع كل كلمة كانت تقولها، كانت الحماسة داخلي تزداد، وكأنني أستعد للتحليق ليس فقط فوق جبال إنترلاكن، بل فوق مخاوفي وحدودي الشخصية أيضًا.

مدة الرحلة وخدمة النساء الطيارات

تعتمد مدة الرحلة الجوية بشكل كبير على سرعة الرياح، إذ تُقدّر عادةً بـحوالي 12 دقيقة من التحليق، وقد تمتد في أيام الصيف المعتدلة إلى 25 دقيقة، ما يمنح الزائر فرصة فريدة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية من ارتفاع شاهق ولفترة أطول نسبيًا.

خدمة مميزة للنساء

من بين الخصائص الفريدة التي تُميز إنترلاكن عن غيرها، بحسب ما أوضحته الطيارة نيكول نوسباوم في حديثها لموقع نيوز عربي، هو وجود عدد كبير من النساء الطيارات لتقديم هذه التجربة المذهلة للسائحات اللواتي يفضلن مرافقة طيارة أثناء الرحلة.

قالت نيكول:

“تضم إنترلاكن، عاصمة الأنشطة الشتوية، أكثر من 15 طيارة محترفة في مجال الطيران الشراعي، وهو ما يجذب العديد من السائحات، خصوصًا من الدول العربية، ويُشعرهن براحة وثقة أكبر عند خوض المغامرة مع امرأة طيارة.”

شروط اللياقة والوزن

ورغم كون التجربة متاحة للجميع تقريبًا، إلا أن نيكول تؤكد على ضرورة أن تكون اللياقة البدنية للسائح فوق المتوسط، وذلك للتمكن من الركض على منحدر عشبي متعرج في بداية الإقلاع، مشيرة إلى أن الوزن يلعب دورًا أساسيا في سهولة الإقلاع.

“كلما كان وزن الراكب أعلى، احتاج إلى الركض بسرعة أكبر للإقلاع”، تقول نيكول، مضيفة أن:

• الحد الأقصى للوزن لدى النساء هو 80 كيلوغرامًا
• أما للرجال فيبلغ 90 كيلوغرامًا

هذه المعايير تأتي لضمان السلامة والراحة خلال الطيران، مما يجعل كل رحلة مزيجًا من الاحتراف والمتعة والتجربة الآمنة.

سهولة الحجز وتجربة لا تُنسى

يمكن للراغبين في خوض تجربة الطيران الشراعي في إنترلاكن حجز رحلتهم بسهولة مع شركة “توين باراغلايدينغ”، سواء عبر موقعها الإلكتروني، أو من خلال الاتصال على رقم مجاني، أو حتى إرسال رسالة عبر واتساب أو رسالة نصية قصيرة، ما يوفّر خيارات متعددة تناسب جميع الزوار. وتُعد الشركة واحدة من الشركات المحلية الرائدة في مجال الطيران الشراعي بالمنطقة.

خدمة نقل مريحة

تقدم الشركة خدمة نقل مجانية للسياح من الفندق أو النزل الذي يقيمون فيه داخل مدينة إنترلاكن أو من منطقة قريبة منها، كما يمكن اصطحابهم من محطة القطار أو مقابلتهم مباشرة في نقطة الالتقاء عند مكتب استقبال منتجع ماتنهوف، مما يجعل التجربة سلسة ومنظمة منذ لحظة الانطلاق.

لحظة الإقلاع

بعد ركض قصير لم يتجاوز 60 ثانية، تحوّل كل الخوف والتوتر الذي كان يرافق لحظات ما قبل الإقلاع إلى صرخة متعة وانبهار، لحظة غادرت قدماي الأرض، وبدأت أسبح في الهواء الطلق مع تيارات الرياح الباردة، فيما عيني تكتشفان مشاهد بانورامية مذهلة لقمم الجبال المغطاة بالثلوج، والأشجار القريبة وهي تزين المشهد الطبيعي من الأعلى.

كانت لحظة حرية حقيقية، تشعر فيها أن الأرض ابتعدت وأن السماء صارت ملعبك المفتوح، حيث لا شيء سوى الهواء والمناظر المبهرة وصوت الريح.

ذكريات لا تُنسى من السماء

طوال فترة التحليق، كانت نيكول تُضفي على الرحلة طابعًا معرفيًا وإنسانيًا مميزًا، حيث كانت تُطلعني على أسماء الجبال والبحيرات التي تظهر بوضوح من الأعلى، وتمنحني لمحة عن جغرافيا المنطقة من منظور الطائر. وفي لحظة مشوّقة، شجعتني على تجربة قيادة الطائرة الشراعية لبضع دقائق، قمت خلالها بدوران سريع في السماء، كان كافيًا لجعل التجربة أكثر إثارة.

استغرقت الرحلة حوالي 20 دقيقة، قبل أن نقوم بعملية هبوط آمن ومنظم في حديقة هوهمات وسط مدينة إنترلاكن، بإشراف دقيق من نيكول. وعند الهبوط، كان بيتر في انتظاري، حيث أحضر متعلقاتي الشخصية التي تركتها على قمة الجبل.

صور تحكي المغامرة

وفي لحظات ودّية بعد الرحلة، تلقّيت من نيكول مجموعة من الصور والفيديوهات التي التُقطت لي قبل وأثناء التحليق، لتُخلد تلك اللحظات الرائعة من مغامرة الطيران الشراعي.

ولأن المغامرات الجميلة تستحق أن تبقى في الذاكرة، توفر الشركة باقة تصوير احترافية لكل سائح، حيث يُزوَّد الطيارون بكاميرات عالية الجودة تلتقط أجمل اللحظات في الجو، ليعود الزائر إلى بلاده وهو يحمل ذكريات مصوّرة تعيد له أجواء المغامرة كلما أراد.

خدمة الصور والفيديو: ذكريات بجودة عالية

توفر شركة “توين باراغلايدينغ” إمكانية الحصول على ذكريات مصوّرة عالية الجودة من رحلتك الجوية، من خلال باقة تصوير احترافية تتضمن:

• من 20 إلى 40 صورة
• ومن 2 إلى 4 مقاطع فيديو

وذلك مقابل 40 فرنكًا سويسريًا (ما يعادل حوالي 44 دولارًا أمريكيًا).
ولا يتطلب الأمر حجز هذه الخدمة مسبقًا، إذ يمكنك اتخاذ القرار بشرائها بعد انتهاء تجربتك، بمجرد مشاهدة الصور والمقاطع الخاصة بك.

كاميرتك الخاصة؟ بشرط!

إن كنت من محبي التصوير الذاتي، يمكنك إحضار كاميرا صغيرة الحجم مزودة بحزام آمن، لكن لأسباب تتعلق بالسلامة:

• لا يُسمح باستخدام الكاميرات الكبيرة
• ممنوع استخدام عصي السيلفي
• الهواتف المحمولة يجب أن تكون مؤمّنة جيدًا

ويعود القرار النهائي بشأن السماح باستخدام الكاميرا الشخصية إلى الطيار أو الطيارة، بناءً على تقييم ظروف الرحلة.

طرق الدفع المرنة

بإمكانك الدفع مقابل الصور والفيديوهات مباشرة بعد الرحلة، إما:

• نقدًا (بالفرنك السويسري، اليورو أو الدولار)
• أو عبر بطاقات الائتمان

وهكذا، تغادر إنترلاكن محمّلًا بصور لا تُنسى، تجسد لحظاتك الفريدة فوق جبال الألب السويسرية.