[ad_1]
أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء رفضها للمقترحات الأميركية الحالية بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، معلنة عن توقف المحادثات بين الجانبين في هذا الشأن. وأكد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكو لا تستطيع قبول المقترحات الأميركية في صيغتها الحالية لأنها لا تعالج القضايا التي ترى روسيا أنها أسباب رئيسية في النزاع.
وأشار ريابكوف إلى أن المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا حول هذا الموضوع توقفت، مؤكداً أن الخلافات التي أثارها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أكثر من أسبوعين لا تزال قائمة، حيث طلب إعادة صياغة المقترحات الأميركية.
تأتي هذه التصريحات في وقت يعبر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه من تأخير موسكو في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن مماطلة روسيا قد تؤدي إلى فرض عقوبات على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي. وكانت هذه التصريحات جزءًا من ردود ترامب الأخيرة حول القضية، حيث أشار إلى غضبه من المماطلة الروسية في مسعى لإنهاء الحرب.
نقلت فوكس نيوز عن مصدر مطلع أن الحظر الذي يستهدف ما يُسمى “أسطول الظل” الروسي، الذي ينقل النفط الروسي الخاضع للعقوبات الغربية عبر بحر البلطيق، أصبح هدفًا سهلًا للضغط على موسكو.
وبالرغم من التصريحات التحذيرية، أوضح سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي والمتخصص في العلاقات الأميركية الروسية، أن موسكو لا تستطيع المضي قدمًا في الصفقة كما هي حاليًا. وقال ريابكوف في مقابلة مع مجلة “إنترناشيونال أفيرز” الروسية، التي نشرت اليوم، إن “موسكو تأخذ المقترحات الأميركية بجدية، ولكن لا يمكن قبولها كلها في شكلها الحالي”. وأضاف أنه “في رأينا، لا توجد فيها معالجة لمطلبنا الرئيسي المتعلق بحل القضايا الجذرية لهذا الصراع”، وهو أمر غائب تمامًا ويجب معالجته.
من جانب آخر، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مطالبته بأن تتخلى أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأن تسيطر روسيا على المناطق الأربعة الأوكرانية التي ضمتها إليها. كما طلب من أوكرانيا تقليص حجم جيشها، وهو ما ترفضه كييف التي تعتبر هذه المطالب بمثابة استسلام.
وفي رد على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعرب عن رغبة في عقد صفقة بين موسكو وكييف، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن “الموضوع معقد للغاية ويتطلب مزيدًا من الجهد من جميع الأطراف”. وأضاف أن روسيا تواصل اتصالاتها مع الجانب الأميركي بشأن الوضع في أوكرانيا، لكن التقدم في المفاوضات ما زال بطيئًا.
من جهتها، أكدت روسيا التزامها التام بهدنة توسطت فيها الولايات المتحدة، تتعلق بعدم مهاجمة المنشآت الطاقة الأوكرانية. ولكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفى ذلك، مشيرًا إلى أن أوكرانيا قدمت معلومات حول انتهاكات روسيا في قطاع الطاقة، بما في ذلك الهجوم الأخير الذي وقع في خيرسون.
وفيما يتعلق بمقترح واشنطن لوقف الضربات بشكل غير مشروط، أكد زيلينسكي أنه لم يتم تنفيذه بسبب موقف روسيا، مشيرًا إلى أن اتفاقيات المعادن المحتملة مع الولايات المتحدة لن تؤثر على طموحات أوكرانيا المستقبلية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
في هذا السياق، اتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي وصلت إلى كييف اليوم، الرئيس بوتين بأنه “يراهن على عامل الوقت” في المفاوضات المتعلقة بحرب أوكرانيا. وأكدت أن أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار فورًا، مشيرة إلى أن بوتين هو من يعطل السلام من خلال مواصلته الحرب العدوانية، مما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
خلال زيارتها التاسعة لأوكرانيا منذ بداية الحرب، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يتظاهر بالاستعداد للتفاوض، لكنه لا يغير قيد أنملة من أهدافه”. وأكدت بيربوك أن موسكو لا تظهر أي تغيير جوهري في موقفها رغم المحاولات المستمرة للتفاوض.
وفي 11 من الشهر الماضي، توصلت أوكرانيا والولايات المتحدة إلى اتفاق على خطة لوقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، لكن الرئيس بوتين رفض المقترح الأميركي، مما أدى إلى تصعيد لهجته بشأن رغبة موسكو في تنصيب قيادة جديدة في أوكرانيا. هذا التصعيد يعكس تباين المواقف بين روسيا والدول الغربية حول كيفية التوصل إلى حل للصراع القائم.
وفي إطار دعمها المستمر لأوكرانيا، وافقت ألمانيا الشهر الماضي على تقديم مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 3 مليارات يورو (ما يعادل 3.25 مليارات دولار) لأوكرانيا، بعد أن تم اعتماد حزمة إنفاق جديدة، تضمنت تخفيفًا من قواعد الديون الصارمة التي كانت تفرضها الحكومة الألمانية في السابق.
[ad_2]
