[ad_1]
كتاب “الخطأ في نسبة الآراء إلى أصحابها في الكتب الكلامية: دراسة تأصيلية تحليلية نقدية” للمؤلف عبد اللطيف عمر المحيمد
يُعد التدقيق في نسبة الأقوال إلى أصحابها أحد أصول البحث العلمي الرصين، حيث تُبنى على هذه النسب الأحكام والاستنتاجات التي تؤثر في مسار الفكر والعلم. وفي مجال العلوم العقدية والكلامية، تصبح هذه العملية أكثر أهمية نظرًا لما يترتب عليها من تبعات قد تصل إلى التخطئة أو التجريح أو حتى التضليل.
وفي هذا السياق، جاء كتاب “الخطأ في نسبة الآراء إلى أصحابها في الكتب الكلامية: دراسة تأصيلية تحليلية نقدية” من تأليف عبد اللطيف عمر المحيمد، والصادر عن دار المقتبس في طبعة جديدة مؤخرًا. يهدف الكتاب إلى تسليط الضوء على الأخطاء الواقعة في نسبة الآراء إلى العلماء في كتب العقيدة والكلام، محاولًا تنقية التراث من الخلط والتأويلات غير الدقيقة، وإرساء منهج علمي منضبط يستند إلى الأمانة العلمية والتثبت في النقل.
عن المؤلف
المؤلف عبد اللطيف عمر المحيمد حاصل على الإجازة في كلية الشريعة من جامعة دمشق، حيث تخرج في المرتبة الأولى في دفعته. كما حصل على درجة الماجستير من نفس الجامعة في تخصص العقائد والأديان، وكتب هذا الكتاب كجزء من رسالته الماجستير. حصل أيضًا على درجة الدكتوراه من كلية الدعوة الجامعية في لبنان، وله العديد من الأبحاث والكتب المنشورة. يُذكر أنه قد اعتقلته قوات قسد بعد اتفاق مع الحكومة السورية في مدينة الحسكة.
الدافع وراء الكتاب
الكتاب يعكس دافعًا قويًا لخدمة علم العقيدة الذي يعاني من نسبة بعض الأقوال غير الصحيحة إلى العلماء. يهدف العمل إلى تنقية التراث من الأخطاء، سواء كانت متعمدة أو غير متعمدة، وتنزيه علم العقيدة عن الأقوال غير المستندة إلى أدلة واضحة وصحيحة. كما يسعى الكتاب لمواجهة منهج التأليف الذي يعاني من التحيز أو ضعف العلم أو قلة الثبات، والذي قد يؤدي إلى أحكام خاطئة ترتب عليها تبعات كبيرة مثل التكفير والتفسيق.
ضوابط النقل والنسبة إلى العلماء
يتتبع الكتاب أمثلة للأخطاء التي تحدث في نسبة الآراء إلى العلماء في الكتب الكلامية، ويقدم ضوابط واضحة للنقل والنسبة إلى العلماء. الكتاب في الأصل هو رسالة ماجستير تم إعدادها في تخصص العقائد والأديان في كلية الشريعة في جامعة دمشق عام 2012، وله قصة مثيرة تبرز أهمية هذا العمل وجهود المؤلف.
كان الباحث، رغم انتمائه إلى مؤسسة علمية تقليدية، مصرًا على قول الحق وكشف المنهج الذي يتبعه، مما لاقى استهجانًا في الكلية، خصوصًا أن الرسالة كانت تخرج عن النمط التقليدي المتبع. وتروي الجلسة التي تم خلالها مناقشة الرسالة كما يذكر الدكتور ثائر الحلاق (مدرس العقائد والأديان في جامعة دمشق سابقًا)، أنها كانت بمثابة محاكمة فكرية تم خلالها مناقشة أفكار الباحث ومنهجه، رغم أن الرسالة تم قبولها في النهاية بدرجة منخفضة لا تعكس الجهد المبذول.
أهمية العمل
يسعى الكتاب إلى وضع ضوابط دقيقة للنقل من كتب التراث، سواء تلك التي تخص العلماء المخالفين أو الموافقين، بهدف تجنب الأخطاء التي قد تحدث نتيجة للخلط في النسب أو التشويه غير المتعمد. كما ينبه الكتاب إلى العديد من الأخطاء التي قد يقع فيها بعض الباحثين، مثل نقل آراء خصومهم من كتب لمؤلفين معروفين بتشدّدهم عليهم، أو الاعتماد على كتب مختارة قد تكون قد دُسّ فيها ما ليس منها أو تم تحريفها.

عرض كتاب “الخطأ في نسبة الآراء إلى أصحابها في الكتب الكلامية” لعبد اللطيف عمر المحيمد
يتناول كتاب “الخطأ في نسبة الآراء إلى أصحابها في الكتب الكلامية: دراسة تأصيلية تحليلية نقدية” للمؤلف عبد اللطيف عمر المحيمد، الذي تم نشره مؤخرًا، موضوعًا بالغ الأهمية في مجال الدراسات العقائدية والكلامية. يأتي الكتاب في 612 صفحة موزعة على مقدمة وفصول خمسة وخاتمة، ويستعرض الأخطاء الشائعة في نسبة الآراء إلى أصحابها في التراث العلمي، وتحديدًا في كتب العقيدة والكلام.
الفصل التمهيدي: التعريف بالخطأ وأثره في العلوم الإسلامية
بدأ المحيمد كتابه بتقديم فصل تمهيدي بعنوان “التعريف بالخطأ وأثره في العلوم الإسلامية”، حيث قسمه إلى مطلبين رئيسيين. في المطلب الأول، قدم تعريفًا للخطأ من حيث اللغة والاصطلاح، وأبرز أهمية حرص العلماء على نقل القول الصحيح. أما المطلب الثاني، فكان عن أثر الخطأ في نقل الرأي في مختلف العلوم الشرعية، مثل علم الحديث، وعلوم القرآن، وعلم الفقه وأصوله، بالإضافة إلى دراسة تأثير الخطأ في نقل الرأي في علم التاريخ.
ثم انتقل المؤلف إلى محطته الرئيسية، وهي دراسة الآثار المترتبة على الخطأ في نقل القول في العقائد، حيث قسم هذا إلى مطلبين: الأول كان عن التكفير بوصفه أثرًا من آثار الخطأ في نقل القول، والثاني كان عن تبادل الألفاظ المنبوذة مثل الجبرية والقدرية والمشبِّهة.
الفصل الأول: صور الخطأ وجهاته
في الفصل الأول، تناول المحيمد “صور الخطأ وجهاته” في ثلاثة مباحث رئيسية. المبحث الأول كان عن الخطأ الذي يحدث بسبب الزيادة أو النقص في الكلام، حيث ناقش التعميم الفاسد وميز بينه وبين التعميم الصحيح في المسائل الاعتقادية. كما ناقش مسألة الاعتماد على لازم المذهب وهل يعتبر قولًا لصاحبه أم لا.
المبحث الثاني خصصه المؤلف للخطأ الذي ينتج عن النقل من الكتب، متناولًا الأخطاء التي قد تحدث نتيجة للاحتكام إلى الكتب المشكوك في نسبتها أو الاعتماد على بعض الكتب دون غيرها. كما ناقش التأثيرات السلبية التي قد تنشأ بسبب تحريف الكتب، موضحًا كيفية تأثير ذلك على نسبة الآراء إلى مؤلفيها.
أما المبحث الثالث، فقد ركز على مسألة فهم كلام الخصم على غير مراده، موضحًا أسباب اختلاف الفهوم وأثرها في فهم ألفاظ الشرع، خاصة في مسائل الأسماء والصفات، إضافة إلى مناقشة الخلافات بين العلماء حول وجود المجاز في اللغة.
الفصل الثاني: الخطأ في نسبة الآراء في الإلهيّات
في الفصل الثاني، تحدث المحيمد عن “الخطأ في نسبة الآراء في الإلهيّات” وقسمه إلى ثلاثة مباحث: الأول تناول مسائل الإيمان والتوحيد والعالم، والثاني ركز على مسائل الصفات الإلهية، مثل الصفات الذاتية والخبرية والصفات الفعلية التي قد توهم التشبيه أو الحدوث. المبحث الثالث كان عن مسائل الأفعال الإلهية، مثل خلق أفعال العباد، والتكليف بما لا يُطاق، ومسائل التحسين والتقبيح.
الفصل الثالث: الخطأ في نسبة الآراء في النبوات
تناول المؤلف في الفصل الثالث موضوع “الخطأ في نسبة الآراء في النبوات” وقسمه إلى مبحثين. الأول كان عن مكانة النبوة واكتسابها، بينما الثاني تناول النبي صلى الله عليه وسلم من حيث مكانته، مع عرض لمسائل التوسل وزيارة قبره، بالإضافة إلى أدلة نبوته وحجيتها.
الفصل الرابع: الخطأ في نسبة الآراء في السمعيات
الفصل الرابع كان عن “الخطأ في نسبة الآراء إلى أصحابها في السمعيّات”، حيث قسمه إلى مبحثين: الأول تناول المسائل المتعلقة بعالمي الجن والملائكة، أما الثاني فركز على مسائل المعاد، مثل المعاد الجسماني والنفساني، وأحداث اليوم الآخر.
أهمية الكتاب
يبرز الكتاب كأحد الأعمال البحثية الهامة في مجال التراث العقدي، حيث يقوم المؤلف بتحليل نقدي دقيق لأخطاء النسب والآراء في كتب التراث، ويبين الآثار الخطيرة التي تترتب على نقل الآراء بشكل غير دقيق، مثل التكفير والتفسيق. كما يعرض للقراء منهجًا علميًا دقيقًا في التعامل مع التراث، مما يساعد على تمييز الصحيح من الخطأ في أقوال العلماء والمذاهب.
يُعد هذا العمل مرجعًا مهمًا لكل باحث في مجال العقيدة، حيث يقدم أدوات لتصحيح المفاهيم الخاطئة والتمييز بين الآراء الصحيحة والخاطئة، مما يسهم في تنقية الفكر العقدي من التحيزات والخلط.
[ad_2]