• Home  
  • التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء.. ابن تيميّة وتراثه العلمي نموذجًا
- ثقافة

التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء.. ابن تيميّة وتراثه العلمي نموذجًا

[ad_1] في ظل تزايد الاهتمام بالتراث الإسلامي بشكل عام، والتراث الفقهي على وجه الخصوص، تبرز الحاجة الملحة إلى اتباع منهجية علمية متوازنة للتعامل مع النتاج الفكري الذي خلفه الأئمة والعلماء. وفي هذا السياق، جاء كتاب “التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء” للمؤلف الأستاذ الدكتور عدنان حسن باحارث ليقدم إسهامًا علميًا مهمًا في هذا المجال. الكتاب […]

سيليئلئ 1742815986

[ad_1]

في ظل تزايد الاهتمام بالتراث الإسلامي بشكل عام، والتراث الفقهي على وجه الخصوص، تبرز الحاجة الملحة إلى اتباع منهجية علمية متوازنة للتعامل مع النتاج الفكري الذي خلفه الأئمة والعلماء.

وفي هذا السياق، جاء كتاب “التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء” للمؤلف الأستاذ الدكتور عدنان حسن باحارث ليقدم إسهامًا علميًا مهمًا في هذا المجال. الكتاب يسلط الضوء على أهمية تبني رؤية نقدية واعية تحترم الإنجازات الفقهية العظيمة، وفي الوقت نفسه تقيمها بأسلوب علمي يتسم بالتقدير لجهود العلماء، مع مراعاة الطبيعة البشرية التي قد تحمل الخطأ والزلة.

الدكتور عدنان حسن باحارث هو حاصل على الإجازة في العلوم العامة من جامعة بورتلاند الأميركية، ودرجة الماجستير في التربية الإسلامية من جامعة أم القرى، والدكتوراه في التربية من جامعة محمد بن سعود. كما أن له العديد من المؤلفات في مجالات التربية والشريعة، وكان أستاذًا في التربية الإسلامية بجامعة أم القرى سابقًا، وهو محاضر حاليًا في كلية المعلمين بمكة.

يحتوي كتاب “التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء” على 590 صفحة، بالإضافة إلى قائمة المصادر والمراجع، وهو مقسم إلى ثلاثة فصول. وقد صدر الكتاب مؤخرًا عن دار طيبة الخضراء.

يسلط المؤلف في هذا الكتاب الضوء على كيفية التعامل مع التراث الفقهي الإسلامي بعين موضوعية وعلمية، سعيًا لتقديم رؤية متوازنة تقوم على الاحترام والتقدير لعلماء الأمة مع مراعاة تقييم فكرهم وتراكماتهم الفقهية. ويعكس الكتاب أهمية نقد التراث الفقهي وتقديم تقويم علمي صادق يأخذ في اعتباره الطبيعة البشرية القابلة للخطأ، مما يستدعي النقد البناء.

الاجتهاد بين التقديس والنقد العلمي

ينطلق الدكتور باحارث في منهجه من الاعتدال، محاولًا تجنب الانحياز. يرى أن من الضروري التفريق بين الإعجاب بالشخصيات التراثية والتقديس الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى تحجيم الفكر النقدي. ويؤكد الكاتب أن احترام العلماء وتقدير إسهاماتهم المعرفية هو أمر متفق عليه، لكن المشكلة تكمن في الانغماس الكامل في شخصياتهم واختياراتهم دون تمييز أو تقويم.

ويشدد الدكتور باحارث على أن الاجتهادات الفقهية ليست مقدسة بل هي نتائج بشرية قد تصيب وقد تخطئ، مشيرًا إلى أن العلماء على مر العصور قد رد بعضهم على بعض. يوضح أن الاجتهاد لا يمكن أن ينقضه اجتهاد آخر إلا إذا استند إلى دليل قاطع من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وبذلك، تظل الاجتهادات مفتوحة للنقد والتقويم بناءً على القناعات العلمية، حيث يبقى الاجتهاد عرضة للنقد ما لم يكن هناك إجماع ثابت أو دليل قطعي يثبته.

الختام

يشكل كتاب “التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء” مساهمة قيمة في تسليط الضوء على كيفية التفاعل مع التراث الفقهي الإسلامي بأسلوب علمي وموضوعي. وفي ظل غياب المعايير الدقيقة والمناهج العلمية المتوازنة، يمثل هذا الكتاب مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين في مجال الفقه الإسلامي، ويسهم في تطوير منهجية علمية قائمة على النقد الموضوعي والاحترام المتبادل للعلماء وآرائهم.

التاريخ الإسلامي - تراث - احتفالات النصر
بدلا من أن تعامل اختيارات ابن تيمية الاجتهادية برؤية متفهمة أصبحت محكا قاطعا لوصف السلف والسلفية 

التعامل الراشد مع التراث.. ابن تيمية نموذجًا

يتناول الكتاب “التعامل الراشد مع التراث” شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية كأحد أبرز الأمثلة للتعامل الحكيم مع التراث الفقهي، حيث يُعدُّ نموذجًا عمليًا لفكرة الكتاب. وقد اختار المؤلف شخصية ابن تيمية، لما لها من تأثير كبير في الساحة الفكرية المعاصرة، إذ تتأرجح بين التقديس أو الإسقاط، مما يجعلها الأنسب لتطبيق الفكرة التي يسعى الكتاب لتحقيقها: التعامل الراشد مع العلماء بعيدًا عن التحجيم أو التجزئة أو المغالاة أو التعصب.

ابن تيمية بين التقديس والإسقاط

في الكتاب، يوضح المؤلف الفرق بين التعامل الراشد وغير الراشد مع التراث الفقهي، مستعرضًا الأمثلة التي تبرز التعامل غير السليم الذي يتسم بالمغالاة أو الاجتزاء غير الكامل. ويُبرز المؤلف مآلات هذا التعامل غير الراشد، مستشهدًا بترجيحات الإمام ابن تيمية الاجتهادية التي كان من المفترض أن تُعتبر إضافة قيمة للتراث الديني. لكن في واقع الأمر، تحولت هذه الترجيحات على يد بعض المناصرين المتعصبين إلى فتنة بين أهل السنة، حيث أصبحت أي مخالفة لآرائه الاجتهادية سببًا للطعن في الدين والعلم.

منهجية النقد في تراث ابن تيمية

من جهة أخرى، يُظهر الكتاب كيف أدى التعامل غير الراشد مع تراث ابن تيمية إلى تبني بعض الجماعات المغالية لفتاوى وأفكار معينة له، خاصة في المجالات الجهادية والسياسية. وقد استخدمت هذه الجماعات بعض آرائه لتأسيس قناعات فكرية تروج للعنف الفكري والسلوكي. ومع ذلك، يشير المؤلف إلى أن مجموع تراث ابن تيمية يحتوي على العديد من الآراء التي تُبطل هذه الأطروحات المتطرفة وتبدد الشذوذات الفكرية والفقهية.

الحاجة إلى التناول الشامل لتراث ابن تيمية

رغم المخاطر التي قد تنشأ من التعامل الانتقائي مع بعض أجزاء تراثه، إلا أن المؤلف يشدد على ضرورة تناول التراث العلمي لابن تيمية بشكل شامل. فالتناول الجزئي لا يساهم في فهم منتوجه المعرفي بشكل صحيح، ويجب مراعاة السياقات الكاملة لهذه الآراء لضمان فهمها بصورة متكاملة ودقيقة.

خاتمة

يُعدُّ كتاب “التعامل الراشد مع التراث” بمثابة دعوة لتبني منهج نقدي يراعي احترام العلماء، مع ضرورة تجنب المبالغة في التقديس أو الإسقاط. كما يشير إلى أهمية التعامل مع التراث الفقهي الإسلامي بعقلية متفهمة بعيدة عن المغالاة، بما يسهم في تحقيق فهم شامل ومتوازن للآراء والاجتهادات الفقهية.

ابن خلدون - عالم من علماء الإسلام ولد قبل 700 عام يقلب في كتب الاقتصاد والتخطيط (ميدجيرني)
يتناول الكتاب ضوابط الأخذ عن الأئمة الفقهاء وفيه التأكيد على أهمية الحذر من الغلو (الجزيرة-ميدجورني)

فصول كتاب “التعامل الراشد مع التراث”

الفصل الأول: الأئمة الأربعة الفقهاء بين التحمل والأداء

يتناول الفصل الأول من كتاب “التعامل الراشد مع التراث” مكانة الأئمة الأربعة: أبي حنيفة، مالك، الشافعي، وأحمد بن حنبل، العلمية والدينية، مسلطًا الضوء على دورهم المحوري في صياغة الفقه الإسلامي. ويستعرض المؤلف في هذا الفصل المناقشات التي طالت هؤلاء الأئمة، وخاصة التهم التي وجهت إلى أئمة المذاهب الثلاثة (أبي حنيفة، مالك، والشافعي) من خلال دعوى قلة حديثهم. وينفرد المؤلف بالحديث عن الإمام أبي حنيفة، مفصلًا في الرد على التهم التي وُجهت له، مثل تقديم الرأي على الحديث والإرجاء. كما يسلط الضوء على كيفية تأثير هذه الافتراءات في شخصيته وعلمه، مؤكدًا في كل ذلك ضرورة التعامل الراشد مع الأئمة الفقهاء في التراث الإسلامي.

الفصل الثاني: ضوابط الأخذ عن الأئمة الفقهاء

الفصل الثاني من الكتاب يعرض “ضوابط الأخذ عن الأئمة الفقهاء” ويتناول عدة مباحث أساسية. أولها التأكيد على ضرورة الحذر من الغلو في تقدير الأئمة المجتهدين، خشية الوقوع في التعظيم المفرط الذي قد يعوق الاجتهاد الشخصي. ثانيًا، يعرض المؤلف خطر التعصب لآراء الأئمة، والذي قد يؤدي إلى انغلاق الفكر وزلل الاجتهاد. كما ينبه إلى أهمية توخي الحيطة في التعامل مع لغة الأئمة ومفرداتهم. ثالثًا، يتطرق إلى أهمية التحقق والتدقيق قبل قبول الآراء الفقهية، مستعرضًا أمثلة على زلات العلماء. وفي ختام هذا الفصل، يناقش المؤلف أهمية مراعاة أدب الخلاف العلمي واحترام الآراء المختلفة في البحث الفقهي.

الفصل الثالث: شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية

في الفصل الثالث، يسلط الكتاب الضوء على شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية ودوره العلمي البارز. يستعرض المؤلف أبرز آرائه الاجتهادية في مسائل مثل “خلق القرآن” و”قدم العالم” و”الألفاظ العقدية الموحشة” و”التعبيرات الانفعالية”. كما يناقش المؤلف شخصية ابن تيمية وثباته على آرائه العلمية، بالإضافة إلى شدته في التعامل مع خصومه وصبره على الضغوط التي تعرض لها. يتوقف المؤلف طويلًا عند الغلو في تقديس شخصيته واجتهاداته من قبل المتعصبين له، محاولًا رسم صورة متوازنة ومنصفة له بعيدًا عن تقديس المحبين وكيد الكارهين. ويختتم الفصل بعرض نماذج تطبيقية من تعامل ابن تيمية مع مخالفيه فكريًا، مثل عدله مع الأعداء المعاندين، المجتهدين المخطئين، علماء الأشاعرة، المتصوفة، المبتدعة، والكفار الأصليين.

خاتمة

يُظهر الكتاب “التعامل الراشد مع التراث” كيفية التعامل مع التراث الفقهي الإسلامي بعقلية علمية متوازنة، بعيدًا عن المغالاة أو التعصب، ويسعى المؤلف إلى تقديم رؤية شاملة تتسم بالإنصاف والتقدير للأئمة والعلماء، مع ضرورة الاعتراف بالاختلافات والاحترام المتبادل في مجال الفكر والفقه.

صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي عن العالم المقدسي أحمد بن محمد بن عماد الدين ابن الهائم، وهو عالم رياضيات نشأ في القدس في القرن 14 الميلادي (ولد 1352م)، ويعد أحد أبرز علماء الرياضيات والحساب. - المصدر: الجزيرة - ميدجورني
الكاتب يأخذ بيد القارئ إرشادا ليقدم رؤية نظرية وتطبيقية عن التعامل مع التراث الفقهي الإسلامي (الجزيرة-ميدجورني)

الحيف العلمي ومجانبة الإنصاف في التعامل مع التراث الفقهي

يسلط كتاب “التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء” الضوء على إحدى المشكلات الشائعة التي يواجهها طلبة العلم في تعاملهم مع علماء التراث، وهي مشكلة الحيف العلمي ومجانبة الإنصاف، التي تنشأ من كل من المحب المتعصب والكاره الحاقد على حد سواء.

يستعرض المؤلف هذه المشكلة عن كثب، عارضًا أسبابها العميقة، ويكشف مخاطرها والتداعيات السلبية التي قد تنتج عنها. كما يقدم الكتاب أدوات إرشادية وعلمية تساهم في تحييد العواطف، سواء كانت ناتجة عن الانبهار أو الكراهية، ويشدد على ضرورة نبذ العصبية الفكرية والتعامل مع التراث بعين الإنصاف.

وفي إطار تعزيز الدقة والتحقيق العلمي، يؤكد المؤلف على أهمية التزام الحذر عند التعامل مع النصوص التراثية، والاعتناء بآداب المخالفة عند وجودها، وذلك للتمكن من تقديم تحليل نقدي يتسم بالموضوعية والعدالة.

من خلال هذا الكتاب، يقدم الكاتب رؤية شاملة تجمع بين النظرية والتطبيق، لتوجيه القارئ نحو منهجية متوازنة تضمن التعامل مع التراث الفقهي الإسلامي بكل إنصاف وعدل، بعيدًا عن التحيز والتعصب.

[ad_2]

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678