• Home  
  • أعمدة سرية أسفل الأهرامات.. “اكتشاف خيالي” يتحطم على صخرة العلم
- علوم

أعمدة سرية أسفل الأهرامات.. “اكتشاف خيالي” يتحطم على صخرة العلم

[ad_1] انتقادات واسعة لاكتشاف “مدينة سرية أسفل الأهرامات” على الرغم من الانتشار الواسع لاكتشاف العلماء لمدينة سرية أسفل الأهرامات، إلا أن هذا الاكتشاف قوبل بانتقادات لاذعة من قبل العديد من الخبراء الذين وصفوه بأنه “لا يستند إلى أي أساس علمي”. ففي مؤتمر صحفي عُقد في منتصف مارس/آذار بإيطاليا، أطلق الباحثون الذين يدعون اكتشاف هذه المدينة […]

GettyImages 492780709 1707046857

[ad_1]

انتقادات واسعة لاكتشاف “مدينة سرية أسفل الأهرامات”

على الرغم من الانتشار الواسع لاكتشاف العلماء لمدينة سرية أسفل الأهرامات، إلا أن هذا الاكتشاف قوبل بانتقادات لاذعة من قبل العديد من الخبراء الذين وصفوه بأنه “لا يستند إلى أي أساس علمي”.

ففي مؤتمر صحفي عُقد في منتصف مارس/آذار بإيطاليا، أطلق الباحثون الذين يدعون اكتشاف هذه المدينة المزعومة شرارة الحديث عن هذا الموضوع، وهو ما لاقى تغطية إعلامية واسعة. ومع ذلك، لم يقم الباحثون بنشر نتائجهم في أي دورية علمية متخصصة، مما أثار تساؤلات عن مصداقية هذا الاكتشاف.

فريق البحث وتقنيات الرادار المتقدمة

قائد الفريق الباحث، كورادو مالانجا من جامعة بيزا الإيطالية، وفيليبو بيوندي من جامعة ستراثكلايد الأسكتلندية، قالا في المؤتمر الصحفي إنهم استخدموا تقنية “الرادار ذو الفتحة الصناعية” (SAR)، والتي تجمع بين بيانات الأقمار الصناعية والاهتزازات الدقيقة الناتجة عن الحركات الزلزالية الطبيعية، بهدف تكوين صور ثلاثية الأبعاد للأعماق تحت الأرض دون الحاجة للحفر.

وحسب ادعاءات الفريق، فقد تم اكتشاف 8 هياكل أسطوانية تشبه الأعمدة على عمق نحو 2100 قدم تحت الأهرامات. وأشاروا إلى أن هذه الأعمدة محاطة بمسارات لولبية تتصل بهياكل مكعبة على شكل غرف بحجم 80 مترًا، إضافة إلى 5 هياكل متعددة المستويات متصلة بممرات، مما يعتقدون أنه يشكل مدينة تحت الأرض على عمق يزيد عن 4000 قدم، تضم غرفًا ضخمة تعادل في حجمها الأهرامات.

أسطورة قاعات آمونتي

وفقًا للمتحدثة باسم الفريق البحثي، نيكول شيكولو، فإن “وجود هذه المدينة المزعومة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأسطورة قاعات آمونتي”، وهي أسطورة قديمة تتحدث عن شبكة ضخمة من الغرف المخفية تحت الأهرامات.

انتقادات علمية للاكتشاف

رغم الحماس الذي انتاب المهتمين بالحضارة المصرية القديمة، إلا أن هذا الحماس تراجع بسرعة بعد تدخل العلماء المتخصصين. هؤلاء العلماء أكدوا أن الأدوات العلمية التي استخدمها الفريق لا يمكن أن تؤدي إلى استنتاجات دقيقة حول وجود مدينة أسفل الأهرامات، مشيرين إلى أن هذه التكنولوجيا لا يمكن أن تتيح لهم تأكيد هذه الادعاءات.

بذلك، وبالرغم من الإثارة التي أثارها هذا الاكتشاف المزعوم في البداية، فإن الشكوك حول مصداقيته ما زالت تهيمن على النقاش العلمي.

A camel guide waits for customers next to the pyramid of Khafre or "Chefren" at the Giza pyramids plateau in Giza, Egypt December 18, 2020. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany
هرم خفرع (رويترز)

أسطورة قاعات آمونتي: الرابط الأسطوري للاكتشاف المزعوم

مع اكتشاف الفريق البحثي المزعوم لمدينة أسفل الأهرامات، اكتسبت فكرة “قاعات آمونتي” شهرة كبيرة، خاصة مع التصريحات التي أُطلقت من قبل الباحثين حول ارتباط الاكتشاف بهذه الأسطورة. هذا الارتباط أضفى قيمة أسطورية على الاكتشاف، لدرجة أن بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي اعتبروا هذا الاكتشاف أهم اكتشاف في التاريخ الحديث. وقد ساهمت عضوة الكونغرس الأميركية، آنا بولينا لونا، في نشر هذا الاكتشاف عبر حسابها في منصة إكس، مما ساعد في زيادة التفاعل والنقاش حوله.

ما هي قاعات آمونتي؟

قاعات آمونتي، أو قاعات الأمنت، هي جزء من الأساطير المصرية القديمة، وهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعالم الآخر والحياة بعد الموت. وتُعتبر هذه القاعات رمزًا لمكان خفي أو غامض تحت الأرض يُقال إنه يحتوي على أسرار وكنوز الحكمة والخلود.

وفقًا للأساطير المصرية، ترتبط قاعات آمونتي بالمعبود “تحوت”، الذي كان يُعتبر إله الحكمة والمعرفة والكتابة. وتُوصف هذه القاعات بأنها تضم سجلات وأسرارًا عن الكون والمعرفة المفقودة. كما يشار أحيانًا إلى قاعات آمونتي باسم “قاعات السجلات”، حيث يُعتقد أنها تحتوي على وثائق تاريخية وروحية تخفي أسرار الحضارات القديمة، بما في ذلك أسرار مصر القديمة نفسها.

غياب الأدلة الأثرية

رغم الانتشار الواسع لهذه الأسطورة، لم يتم العثور على أي دليل مادي أو أثري يثبت وجود قاعات آمونتي، مما يجعلها جزءًا من التقاليد الروحية والأساطير التي تحيط بالحضارة المصرية القديمة. وقد أكسب هذا الغموض القاعات شهرة كبيرة، وارتبط بها العديد من القصص والأساطير التي تثير خيال الناس.

الاكتشاف المزعوم والانتقادات العلمية

ورغم الحماس الكبير الذي أثاره الاكتشاف المزعوم في البداية، خاصة مع ربطه بقاعات آمونتي، إلا أن الاكتشاف سرعان ما اصطدم بالتدقيق العلمي. فقد أكد العلماء المتخصصون أن الأدوات التي استخدمها الفريق البحثي لا يمكن أن تدعم هذه الادعاءات، مما جعل الاكتشاف مثار جدل واسع في الأوساط العلمية.

Giza pyramids landscape. historical egypt pyramids shot by drone.
لم يتم العثور على أي دليل أثري حقيقي يثبت وجود قاعات آمونتي (شترستوك)

الموجات الصوتية: الأداة المثلى لاكتشاف الهياكل المدفونة تحت الأرض

في تصريحات أدلى بها البروفيسور لورنس كونييرز، أستاذ علم الآثار الجيوفيزيائي المتخصص في رادار اختراق الأرض بجامعة كولورادو الأميركية، أكد أن الموجات الصوتية تُعد أداة أكثر فعالية من الرادار للكشف عن الهياكل المدفونة تحت سطح الأرض. وقال كونييرز في حديثه لموقع “نيوز عربي”، إن “موجات الرادار التي يدعي الباحثون استخدامها تنتقل في الهواء أو الفضاء دون حدود، ولكن بمجرد أن تصطدم بالمواد الصلبة أو السائلة، فإنها تتباطأ وتضعف بشكل كبير، وعادة ما تكشف عن طبقات ضحلة لا تتجاوز مترًا أو مترين. وفي حالات نادرة قد تصل إلى بضع عشرات من الأمتار، ولكن لا يمكن أن تصل إلى أعماق تصل إلى 4000 قدم كما زعم الباحثون.”

وأضاف كونييرز: “لقد سمعت عن أطوال موجية طويلة تصل إلى نحو 300 متر في رمل الكوارتز، لكن لم يتم استخدام هذه الأطوال في هذا الاكتشاف.”

ورغم انتقاده لاستخدام الرادار، لم يُغلق كونييرز الباب أمام البحث عن الهياكل المزعومة، مؤكدًا: “من المؤكد أن الناس في جميع أنحاء العالم بنوا أهرامات أو تلالًا على هياكل موجودة بالفعل أو على أماكن ذات أهمية خاصة. على سبيل المثال، في المكسيك وأميركا الوسطى، بُنيت الأهرامات فوق مداخل الكهوف. لذا، من الممكن العثور على هذه الهياكل باستخدام الموجات الصوتية، وليس الرادار.”

واختتم كونييرز تصريحه بالتساؤل عن سبب التركيز على الرادار، وهو أداة لا يمكنها تقديم نتائج دقيقة في هذا السياق، مشيرًا إلى أن الباحثين لم يستفيدوا من الموجات الصوتية في بحثهم.

ملاحظات شكلية تثير التساؤلات

ويتفق الباحث جمال العشيبي، الذي يعمل في مرحلة ما بعد الدكتوراه في مجال الأركيولوجيا بجامعة إكس-مرسيليا بفرنسا، مع ما ذكره كونييرز بشأن محدودية فعالية الرادار في هذا النوع من الأبحاث. وقال العشيبي في تصريحات لموقع “نيوز عربي”، إنه “استنادًا إلى المعلومات المتاحة من الباحثين، فإن الادعاء باختراق أعماق تصل إلى 650 أو 1200 متر عبر الرادار من الفضاء غير واقعي علميًا. إذ إن رادارات النبضية الفضائية -مثل الرادار ذي الفتحة الصناعية- لها قدرة اختراق محدودة، لا تتجاوز عادة 5 إلى 40 مترًا في الظروف المثالية مثل التربة الجافة جدًا أو الصخور غير الموصلة. وفي الواقع، في مناطق رطبة أو طينية مثل منطقة الأهرامات بالجيزة، تتقلص هذه القدرة إلى أقل من 10 أمتار.”

وتابع العشيبي موضحًا أن “هناك غموضًا فيما يتعلق بالتقنيات المستخدمة، حيث لم يتم الكشف عن نوع الرادار المستخدم (رادار النطاق إكس-باند أو إل-باند) أو خصائص التردد أو الطول الموجي. كما أن الباحثين لم يعلنوا أي تفاصيل عن ظروف المعايرة أو طرق معالجة البيانات، مما يطرح تساؤلات حول الشفافية العلمية ويدعو إلى التشكيك في صحة النتائج.”

وأضاف أن “الشكوك تزداد أيضًا بسبب غياب النشر العلمي لهذه النتائج في مجلات علمية محكمة، حيث أن ما تم عرضه حتى الآن كان في مؤتمر صحفي فقط، وهو ما يفتقر إلى التحقق المستقل من دقة البيانات.”

المبالغة في تفسير البيانات

وأشار العشيبي إلى أن “هناك مبالغة في تفسير الصور الجوفية، حيث ربط بعض الباحثين هذه الصور بوجود مدينة تحت الأرض أو قاعة السجلات الأسطورية أو هياكل مضيئة ذات ذبذبات، وهو ما يفتقر إلى أي أساس علمي. ولم يتم تقديم فحوصات تكميلية مثل التنقيبات أو العينات أو التحليلات المغناطيسية أو الزلزالية، ولا حتى تحليل جيولوجي يوضح ما إذا كانت هذه الهياكل طبيعية أم اصطناعية.”

أخطاء واضحة في الادعاءات

وانضم إلى هذه الملاحظات الباحث جلين شينان، المتخصص في الاستشعار عن بعد بكلية العلوم والتكنولوجيا في مقاطعة نجاريغو جنوب شرق أستراليا، الذي أكد في تصريحات لـ “نيوز عربي” أن “التحقق من نوع الرادار المستخدم أمر بالغ الأهمية، إذ إن الرادار ذا الموجة الطويلة -مثل النطاق إل- يمكنه الوصول إلى أعماق أكبر، بينما يكون نطاق إكس محدودًا. والمتغير الرئيسي في عمق الاختراق هو محتوى الماء في المادة، لذلك في ظروف جافة جدًا قد يمتد الاختراق أكثر، ولكن ليس إلى العمق الذي ذكره الباحثون.”

وأضاف شينان أن “صور الرادار ذي الفتحة الصناعية معروفة بضجيجها، ولم يُعلن عن أي تقنيات لمعالجة البيانات مثل ترشيح البقع. ولم يُذكر أي تجارب سابقة لتحديد الهياكل في هذا العمق.”

واتفق شينان مع كونييرز في أن الطريقة الوحيدة لتوثيق هذا الاكتشاف هي من خلال الحفر، موضحًا أن “حتى الرادار المخترق للأرض الذي يتم استخدامه مباشرة من جهاز مثبت على الأرض لا يستطيع الكشف عن الهياكل على هذا العمق.”

صمت رسمي

من جانبها، لم تعلق وزارة الآثار المصرية على الاكتشاف المزعوم، لكن الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري الشهير، انتقد بشدة ما أعلنه الباحثون، مؤكدًا في تعليق عبر صفحته على فيسبوك أن هذه الادعاءات “لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أي دليل علمي.”

وأضاف حواس أن “لا توجد بعثات تعمل حاليًا في هرم خفرع”، وأشار إلى أن المجلس الأعلى للآثار لم يمنح أي تصاريح للعمل داخل هرم الملك خفرع.

وفي هذا السياق، قال خبير أثري لموقع “نيوز عربي” -رفض الكشف عن اسمه- إن “من المحتمل أن الفريق البحثي قد حاول إثارة الجدل للحصول على موافقة للحفر في المنطقة، حيث صرحوا في مؤتمرهم الصحفي بأنهم يطمحون للحصول على الموافقة لاستكمال أبحاثهم في منطقة الأهرامات.”

[ad_2]

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678