هكذا غيَّر ترامب إستراتيجية واشنطن العسكرية ضد الحوثيين

الولايات المتحدة توسع عملياتها العسكرية ضد الحوثيين في اليمن: تحول استراتيجي في الأسلوب والضربات الجوية

تشير التطورات الأخيرة في العمليات العسكرية التي تنفذها الولايات المتحدة ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن إلى تحول واضح في استراتيجيات واشنطن في التعامل مع هذا الملف. ووفقًا لتقرير أعدته سلام خضر لـ نيوز عربي، أظهرت العمليات العسكرية التي شنتها القوات الأميركية تكثيفًا في الاستهدافات، بما في ذلك ضربات ضد كبار القادة الحوثيين، فضلًا عن استخدام ذخائر ثقيلة وموجهة على المدن اليمنية.

تحول في نطاق الاستهدافات

انتقلت القوات الأميركية من استهداف منصات الصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى ضرب أهداف أكثر دقة في قلب الأراضي اليمنية. فقد تم تنفيذ أكثر من 72 غارة جوية أميركية خلال 24 ساعة، استهدفت عدة مدن يمنية، بدءًا من صعدة شمالًا وصولًا إلى صنعاء، عبر عمران، مأرب، والحديدة غربًا. وأكدت واشنطن أن هذه الضربات استهدفت مقرات قيادية ومسؤولين عسكريين في مواقع حساسة، ضمن خطة عمليات عسكرية شاملة تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين.

تعزيز القوة العسكرية الأميركية في المنطقة

في خطوة تصعيدية، أرسل الأسطول السابع في المحيط الهادئ حاملة الطائرات “كارل فينسون” إلى المنطقة، فيما نقل سلاح الجو الأميركي قاذفة إستراتيجية من طراز “بي-2 سبيريت” إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. هذه القاذفات، التي تستطيع الطيران لمسافات طويلة تصل إلى 10 آلاف كيلومتر دون أن تلتقطها الرادارات، تحمل ذخائر تقليدية ونووية تزن نحو 18 طنًا. هذا التحرك يعكس تصعيدًا استراتيجيًا كبيرًا في التعامل مع تهديدات الحوثيين في المنطقة.

الاستهدافات الجديدة: الأهداف والمناطق

فيما كانت الضربات السابقة محصورة في استهداف منصات الصواريخ ومناطق إطلاقها، شهدت العمليات الأميركية تحولًا في الأهداف، لتشمل المعاقل السياسية والعسكرية للحوثيين في صعدة وصنعاء، وهما معقلان رئيسيان لهذه الجماعة. هذا التحول جاء عقب استئناف الحوثيين قصف إسرائيل والسفن التابعة لها، وذلك بعد انهيار الهدنة واستئناف الحرب على قطاع غزة. واشنطن استبقت أي هجمات محتملة على حلفائها في المنطقة، حيث بدأت تنفيذ ضرباتها في 18 مارس/آذار الجاري.

عملية أكثر شمولًا وفعالية

وتصف التقارير العسكرية الأميركية أن هذه العمليات تعتبر أكثر شمولًا من تلك التي كانت جرت في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، حيث أكد العديد من المسؤولين العسكريين أن العمليات الحالية تركز على توجيه ضربات استباقية، تهدف إلى ردع أي تهديدات محتملة من الحوثيين ضد حلفاء واشنطن في المنطقة.

الوجود العسكري الأميركي في المنطقة: مهبط جديد للطائرات

تُظهر صور الأقمار الصناعية مهبطًا غامضًا في جزيرة ميون وسط باب المندب، الذي يبدو الآن جاهزًا لاستقبال المقاتلات الأميركية وقاذفات “بي-2”. في الوقت نفسه، كشفت القيادة المركزية الأميركية عن تنفيذ غارة جوية استهدفت موقعًا في صنعاء، يُعتقد أنه مقر القيادة العامة للجيش الحوثي، رغم أن الجماعة لم تؤكد هذا الأمر بشكل رسمي.

الضربات الجوية على مواقع الحوثيين

أسفرت الضربات الأميركية في صعدة عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، كما دمرت العديد من محطات بث وأبراج اتصالات في مناطق مختلفة مثل عمران وصعدة. وكانت الضربات على منطقة جبل أسود في عمران هي الأكثر عنفًا، ما يعكس تصعيدًا كبيرًا في الحملة العسكرية ضد الحوثيين.

دور فرنسا في المنطقة

على الجانب الفرنسي، أعلنت باريس عن وجود حاملة الطائرات “شارل ديغول” في جيبوتي، قرب مضيق باب المندب، في إطار تعزيز قوتها البحرية في المنطقة. ورغم أن القوات الفرنسية أسقطت في السابق طائرات مسيّرة حوثية، إلا أنها لا تشارك حاليًا في الحملة العسكرية الأميركية ضد الحوثيين.

ختامًا

تشير هذه التحولات في العمليات العسكرية الأميركية ضد الحوثيين إلى تصعيد كبير في مواجهة هذه الجماعة في اليمن، ويعكس التحول الاستراتيجي في الأسلوب الأميركي سعيًا لإدارة هذا الملف بشكل أكثر شمولًا وفعالية.