قال كلاود غيتبوك، أحد الناجين من الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، إنه لا يوجد فرق بين الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة وما حدث في بلاده. ففي السابع من أبريل/نيسان 1994، بدأت عمليات الإبادة الجماعية في رواندا التي استمرت حتى 15 يوليو/تموز من نفس العام، حيث شن متطرفون في جماعة “الهوتو”، التي كانت تمثل الأغلبية في البلاد، إبادة جماعية ضد أقلية “التوتسي”، مما أسفر عن مقتل حوالي 800 ألف شخص.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين للإبادة الجماعية في رواندا، عبر غيتبوك عن أسفه لعدم قدرة الفلسطينيين في غزة على النجاة من الإبادة الجماعية كما فعل هو. ووجه انتقادات حادة للمنظمات الدولية التي تلتزم الصمت حيال ما يحدث في غزة من تطهير عرقي وجرائم حرب، مؤكدًا أن المبررات التي تقدمها إسرائيل لاستهداف المدنيين الفلسطينيين لا تعكس الواقع، وأن تل أبيب تستخدم ذرائع مختلفة لتبرير هذه الأفعال.
وأكد غيتبوك أن القوى الكبرى لن تتحرك إلا إذا كان الوضع في فلسطين يتماشى مع مصالحها، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لم يتخذ أي إجراءات فعالة لحماية الفلسطينيين. وأضاف أن الدول الغربية الكبرى، مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، دعمت الإبادة الجماعية في رواندا، وهو ما يحدث اليوم مع الإبادة الجماعية في الكونغو، بينما تتكرر الأحداث نفسها في فلسطين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، مدعومة من الولايات المتحدة، إبادة جماعية في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 166 ألف فلسطيني، بينهم العديد من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
وعن تأثير الاستعمار في رواندا، ذكر غيتبوك أن الاستعمار البلجيكي كان له دور كبير في تأجيج الانقسامات العرقية في البلاد، من خلال إصدار بطاقات هوية تحتوي على هويات عرقية، مما جعل المواطنين هدفًا سهلًا في أوقات الحرب.
وفي النهاية، أشار غيتبوك إلى أن آلاف الأشخاص بترت أطرافهم وتعرضوا للتعذيب في الفترة ما بين عامي 1990 و1994، مضيفًا أنه فقد العديد من أفراد عائلته في الإبادة الجماعية. وأكد أن هناك أكثر من ألف شخص مشتبه في تورطهم في جرائم الإبادة في رواندا، يعيشون حاليًا في دول أخرى دون محاكمة.
تحتفل الأمم المتحدة في السابع من أبريل/نيسان من كل عام بذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في رواندا.