أول رحلة فضائية مأهولة تعبر الأرض عموديا

“نيوز عربي”: مهمة “فرام 2” تسجل أول رحلة مأهولة في مدار قطبي حول الأرض بقيادة مستثمر في العملات الرقمية

في تطور غير مسبوق في تاريخ استكشاف الفضاء، أطلقت شركة “سبيس إكس” أواخر مارس/آذار الماضي مهمة “فرام 2″، وهي أول رحلة فضائية مأهولة تدور في مدار قطبي يمر فوق القطبين الشمالي والجنوبي للأرض. وتمثل هذه الخطوة إنجازًا نوعيًا في مجال الرحلات الفضائية التجارية.

طاقم متنوع يقوده رجل أعمال مالطي

يقود المهمة رجل الأعمال المالطي تشون وانغ، مؤسس شركة تعمل في مجال تعدين العملات الرقمية، إلى جانب 3 أعضاء من خلفيات متنوعة، أبرزهم:

• يانيك ميكيلسن: مخرجة سينمائية نرويجية.

• رابية روجّه: عالمة ألمانية متخصصة في الروبوتات والبحث القطبي، وأول امرأة ألمانية تصعد إلى الفضاء.

• إريك فيليبس: مغامر أسترالي معروف برحلاته في المناطق المتجمدة.

تحمل الرحلة اسم “فرام 2” تكريماً لسفينة الاستكشاف القطبي النرويجية الشهيرة “فرام”، ومن المتوقع أن تستغرق ما بين 3 إلى 5 أيام.

تجارب علمية في بيئة الجاذبية المصغّرة

من المخطط أن ينفذ الطاقم 22 تجربة علمية تركّز على دراسة تأثير بيئة الفضاء على جسم الإنسان، في ظل الجاذبية الصغرى. تهدف هذه الأبحاث إلى فهم التحديات الصحية والنفسية المرتبطة بالرحلات الفضائية طويلة الأمد.

إيلون ماسك.. حضور قوي من خلف الكواليس

ورغم غيابه الجسدي عن المهمة، برز اسم إيلون ماسك خلال الحدث بفضل التكامل التسويقي بين شركاته. إذ استُخدمت سيارات “تسلا” لنقل الطاقم إلى منصة الإطلاق، بينما استُخدمت صواريخ “فالكون 9” لإطلاق المركبة “كرو دراغون”، المصممة بالتعاون بين “سبيس إكس” ووكالة ناسا.

تمثل هذه المهمة الرحلة المأهولة الخاصة السادسة ضمن برنامج الرحلات التجارية لـ “سبيس إكس”، مما يعزز مكانة الشركة عالميًا ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في الفضاء.

مقاعد فاخرة بتكلفة باهظة

تُعتبر هذه الرحلات حاليًا حكرًا على نخبة الأثرياء، حيث يُقدّر سعر المقعد الواحد بحوالي 55 مليون دولار أميركي. وتسعى “سبيس إكس” إلى جعل استكشاف الفضاء متاحًا بشكل أوسع وأكثر موثوقية خلال السنوات القادمة.

مذكرات يومية من الفضاء.. وانغ يشارك تجربته

في اليوم الثالث من الرحلة، نشر قائد المهمة تشون وانغ رسالة عبر منصة “إكس” قال فيها:
“لست رائد فضاء محترفًا، بل مستثمر شغوف يخوض هذه التجربة بروح المغامرة.”

وتحدث وانغ عن تجربته قائلاً:

“الإقلاع كان أكثر سلاسة مما توقعت. لم أشعر بانعدام الجاذبية فجأة كما توقعت، وكأنها رحلة طيران عادية.”

لكنه أشار إلى دوار الفضاء الشديد الذي أصاب جميع أفراد الطاقم في الساعات الأولى، مما تسبب في الغثيان والتقيؤ، رغم استخدامهم للأجهزة الإلكترونية دون مشاكل تُذكر. وأضاف:

“في اليوم الثاني بدأنا بالتأقلم، واستخدمنا القبة الزجاجية لرؤية الأرض فوق القطب الجنوبي، في مشهد لا يُنسى.”

تفاعل جماهيري واسع وبث مباشر للعودة

تفاعل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شارك الطاقم صورًا ومقاطع من المدار. ومن المقرر أن تتم عودتهم إلى الأرض اليوم الجمعة 4 أبريل/نيسان، عبر بث مباشر على منصتي “يوتيوب” و”إكس”.

خاتمة

تشكل “فرام 2” خطوة رائدة في التحول من استكشاف الفضاء بواسطة الدول إلى القطاع الخاص، وترسّخ مكانة “سبيس إكس” كأحد أبرز اللاعبين في سباق الفضاء الجديد، بينما تفتح الباب لحقبة مستقبلية حيث يصبح الفضاء في متناول غير الرواد المحترفين.