تمثل مدينة صور اللبنانية نموذجًا فريدًا للمدن التاريخية العريقة، حيث تمتد جذورها إلى عام 2750 قبل الميلاد. اشتهرت المدينة في العصر الفينيقي بإنتاج الصباغ الأرجواني النادر المستخرج من صدف الموركس. في حلقة برنامج “رحلة” على منصة الجزيرة 360 بتاريخ 2025/2/12، استكشف الفريق المدينة من منظور يجمع بين السياحة والعمل الإنساني، مسلطًا الضوء على صمودها الأسطوري أمام حصار نبوخذ نصر الذي استمر 13 عامًا دون أن ينجح في اختراق أسوارها.
بداية الرحلة كانت من شاطئ صور الشهير، حيث استعرض الفريق قصة اكتشاف اللون الأرجواني الملكي، الذي اكتشفه أحد ملوك الفينيقيين باستخدام كلبه الذي عثر على صدفة الموركس، ليصبح هذا الاكتشاف مصدرًا رئيسيًا لتصدير هذا اللون المميز.
وفي المدينة القديمة، تجول الفريق في سوق الحياكين، حيث تعيش المدينة منذ الفجر، وتوقف عند مخبز تقليدي يقدم الكعك بالتمر، وهو طبق تقليدي مميز يعكس أصالة المدينة.
الطابع المعماري الفريد للمدينة القديمة كان محورًا آخر للفريق، حيث تميزت المدينة بالحجارة التي تروي قصصًا تعود لقرون. ثم التقى الفريق بشخص يُدعى حسين، الذي يعاني من مشاكل نفسية وظروف حياتية صعبة، مما دفع الفريق للتحرك السريع بالتعاون مع السكان المحليين لمساعدته.
استكشاف قناة صيدا البحرية التي تعود إلى 1228 قبل الميلاد، كان جزءًا من الحلقة، حيث تعرف الفريق على الجسر الحجري التاريخي الذي يربط المدينة بقلعتها الشهيرة. كما التقى الفريق بصياد يُدعى محمد، الذي عمل في مهنة الصيد منذ 20 عامًا، وشارك قصته مع البحر وآثار المدينة الغارقة.
وفي القلعة البحرية، استعرض الفريق تاريخ المدينة العريق وكيف صمدت أمام حصار نبوخذ نصر، مع تسليط الضوء على الأعمدة التاريخية وجمال البحر المتوسط.
كما شكّل اكتشاف قصة حسين نقطة تحول في الحلقة، حيث تحرك الفريق لتقديم الدعم والمساعدة له بالتعاون مع السكان المحليين، مما يعكس روح التكافل الاجتماعي في المدينة.
وأظهرت الحلقة كيف تجمع صور بين الجمال الطبيعي و التراث التاريخي، لتصبح وجهة فريدة تستحق الاكتشاف، مع التأكيد على أهمية استكشاف المدن العربية التي تزخر بالجمال والتراث والقصص الإنسانية.