قال كاتب أميركي إن النظام السياسي في الولايات المتحدة أجبر دونالد ترامب على التراجع هذا الأسبوع. واعتبر أن ما حدث هو بداية لتفكيك رئاسته بطريقة مؤلمة ومليئة بالفوضى.
الصين وأميركا تتجهان نحو مواجهة تجارية
أوضح الكاتب هولمان جينكينز، في مقال نشرته نيوز عربي، أن الصين والولايات المتحدة تندفعان نحو توقف مفاجئ في العلاقات التجارية. ورجّح تدخل القضاء الأميركي لاحقًا لتصحيح هذه المسار، خاصة إذا تعثرت المفاوضات.
وأشار إلى أن القضاة قد يتعاملون بحذر مع الملف، إذا شعروا بأن النزاع التجاري يخرج عن السيطرة. وأضاف أن قرارات ترامب الأخيرة تستوجب مراجعة قانونية ودستورية شاملة.
التراجع عن المساءلة.. مؤقت أم دائم؟
توقع الكاتب أن يواجه ترامب مساءلة جديدة صباح الأربعاء. لكن التطورات الأخيرة خفّفت هذا الاحتمال، رغم استمرار الرغبة السياسية في محاسبته، خاصة من خصومه داخل الدولة العميقة.
ورأى أن ترامب فقد كثيرًا من الدعم الذي ساعده في الفوز عام 2016. لم يعد يمتلك التحالفات الكافية لفرض رؤية اقتصادية جديدة قائمة على الرسوم الجمركية.
مقترح بفرض ضريبة استيراد موحدة
اقترح الكاتب على ترامب فرض ضريبة استيراد موحدة بنسبة 10%. واعتبرها خيارًا أقل ضررًا من الحرب التجارية. يمكن لهذه الضريبة أن تحل محل الرسوم العشوائية وتمنح الاقتصاد نوعًا من الاستقرار.
ورأى أن هذا الخيار قد يمنح ترامب فرصة لإصلاح سياسته الداخلية، بدلًا من الاستمرار في المواجهة الخارجية غير المضمونة.
“سياسة بلا منطق”.. وصف قاسٍ من المؤرخين
نقل الكاتب عن المؤرخ نيل فيرغسون وصفه لسياسات ترامب التجارية بأنها “تخلف عقلي كامل”. وأوضح أنه يفضل استخدام مصطلح “عُصابية”، لأنه يصف القادة الذين يخترعون معارك وهمية لتبرير قرارات غير ضرورية.
وأكد أن ترامب لا يدرك طبيعة المرحلة التي يمر بها العالم. وقال إن الرئيس الأميركي يسعى للظهور فقط، دون أن يستند إلى دراسات أو استراتيجيات واضحة.
ترامب وحيد في إيمانه بالرسوم الجمركية
أشار الكاتب إلى أن فريق ترامب لا يشاركه الإيمان بفائدة الرسوم الجمركية. هذه السياسة لا تنجح إلا إذا امتنعت الدول الأخرى عن الرد، وهو أمر غير واقعي.
ورجّح أن يستخدم ترامب الرسوم الجمركية كأداة للضغط على الصين، بهدف تحقيق مكاسب في ملفات أخرى مثل أوكرانيا.
الرئيس الذي يبحث عن الاهتمام لا الإنجاز
اختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن ترامب لا يتصرف كديكتاتور، بل كرجل يسعى للفت الانتباه. لا يعتمد على خطط أو دراسات، بل يتحرك وفق نسب المشاهدة واهتمام الإعلام.
مع ذلك، يرى الكاتب أن ترامب لا يزال يملك شيئًا من العقلانية، وقد يتخذ قرارات تصب في مصلحته إذا شعر بالخطر.