صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال الإسرائيلي
اتفق محللون وباحثون على أن صمت المجتمع الدولي والعجز العربي أمام الهجمات الإسرائيلية على المؤسسات الطبية في قطاع غزة يعزز من تمادي الاحتلال في جرائمه. وقد اعتُبر ذلك بمثابة “تشجيع” لإسرائيل على مواصلة استهداف غزة، مما يهدد بمرحلة دامية جديدة في المنطقة.
الهجمات الإسرائيلية على غزة: استهداف منهجي للمستشفيات
في حلقة جديدة من برنامج “مسار الأحداث”، بتاريخ 13 أبريل 2025، أكد الضيوف أن الهجمات الإسرائيلية على غزة أصبحت تستهدف عمداً المنظومة الصحية. ووصفوا هذه الهجمات بأنها “عقيدة الترويع” التي تهدف إلى تهجير السكان وتجريدهم من مقومات الحياة الأساسية. في الهجوم الأخير، استهدفت إسرائيل المستشفى المعمداني في غزة في قصف مزدوج دمر المبنى بالكامل، مما أخرج المستشفى عن الخدمة. كما تم قصف خيمة داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
الرئيس التونسي الأسبق يحذر من الوحشية الإسرائيلية
في حديثه، حذر الرئيس التونسي الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي من أن ما يحدث في غزة يمثل “ذروة الوحشية والصفاقة”. واعتبر أن الاحتلال يتبع “نظرية الصدمة والرعب” لتحقيق هدف واحد: جعل غزة غير قابلة للعيش ودفع سكانها نحو التهجير. وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية هي “إبادة جماعية متعمدة”، محملاً الإدارة الأمريكية المسؤولية المباشرة. واتهم المرزوقي الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بإعطاء غطاء سياسي كامل لإسرائيل، مما ساهم في استمرار الجرائم تحت إشراف الرئيس الحالي، دونالد ترامب.
الاحتلال الإسرائيلي يعزل غزة عن العالم الطبي
تشير تقارير منظمات دولية إلى أن الحرب الحالية في غزة أدت إلى تدمير أكثر من 80 مركزًا صحيًا واستهداف أكثر من 140 سيارة إسعاف. كما تحذر هذه المنظمات من أن النظام الصحي في غزة مهدد بالانهيار، وسط معاناة كبيرة بسبب الحصار المستمر وإغلاق المعابر.
تحذيرات من انهيار النظام الصحي
من جانبه، وصف الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة ما حدث بعد قصف المستشفى المعمداني بأنه “صورة مكثفة للمأساة”، مؤكداً أن الجرحى نقلوا إلى مستشفيات مغلقة، وبقوا ينزفون دون علاج. وأضاف عفيفة أن الهجمات الإسرائيلية على المرافق الصحية أصبحت نهجًا متكررًا منذ بداية الحرب.
العجز العربي والتطبيع الدولي مع الجريمة
شدد الدكتور عثمان الصمادي، الباحث في المجال الإنساني، على أن العجز الأممي وصل إلى ذروته. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حاسم، إما بوقف الحرب أو بالاستقالة. كما أشار إلى أن صمت الدول العربية “غير مبرر” وسط تزايد معاناة أكثر من مليونين ونصف مليون فلسطيني. كما انتقد ما سماه “تبلد الحس الشعبي العربي”، مؤكداً أن هذا الصمت يعكس أزمة أخلاقية عميقة.
المجتمع الدولي وصمت أمام الجرائم الإسرائيلية
وأكد ضيوف الحلقة أن ما يحدث في غزة ليس مجرد تجاوزات عسكرية، بل يشكل “عودة إلى زمن النازية والفاشية”، حيث تُقاس الحقوق بالقوة وحدها. وأشاروا إلى أن ما يجري يعكس غياباً كاملاً لأي قوانين أو معاهدات أو إنسانية.