تتزايد أهمية المدارس المتخصصة في مصر في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت تمثل خيارًا مهمًا للطلاب الذين يطمحون في الحصول على تعليم يواكب احتياجات سوق العمل. هذه المدارس تقدم مجالات دراسية دقيقة في الصناعات التكنولوجية والفنية، وتساهم في تجهيز الطلاب بالمهارات اللازمة للعمل في الصناعات المتطورة.
من بين هذه المدارس المتخصصة، تبرز مدارس التكنولوجيا التطبيقية التي تعتمد على الشراكة بين وزارة التعليم والقطاع الخاص، حيث تم تأسيس مدارس في مجالات مثل صناعة الطائرات، الطاقة الشمسية، صناعة الحلي والمجوهرات، والصناعات الهندسية، مما يوفر للطلاب فرصًا متعددة للتدريب العملي مع الشركات الكبرى.
كما تشهد مدارس أخرى شهيرة مثل مدارس التمريض ومدارس السكك الحديدية ومدارس الطاقة النووية إقبالًا متزايدًا. هذه المدارس توفر للطلاب فرص عمل مباشرة بعد التخرج وتستفيد من برامج تدريبية متخصصة توفر لهم مهارات عملية تؤهلهم للعمل في الصناعات الحيوية.
تعد مزايا هذه المدارس متنوعة، حيث يحصل الطلاب على فرص تدريب عملي بأجر، وتتيح لهم الفرصة للالتحاق بالجامعات التكنولوجية المتخصصة بعد التخرج، ما يوفر لهم مسارًا أكاديميًا ووظيفيًا متقدمًا.

تعد مدارس التمريض من أبرز المدارس المتخصصة التي تضع مجموعة من الاشتراطات الصارمة للالتحاق بها، مثل توقيع تعهد بالتفرغ للدراسة ومنع الزواج أثناء فترة الدراسة، إضافة إلى اجتياز كشف الهيئة الذي يقيم مجموعة من المهارات الشخصية مثل قوة الملاحظة، سرعة رد الفعل، اللباقة في الحديث، ومهارات التواصل. كما أنها تمنع انتقال الطلاب من فرع لآخر طوال فترة الدراسة، لأن القبول يتم حسب احتياجات المراكز الطبية، ما يعزز من توجيه الطلاب إلى المواقع الطبية التي تحتاج إلى توظيف.
التحديات التي تواجه المدارس المتخصصة، لا سيما المدارس التكنولوجية، تتراوح بين تحديات مواكبة تطورات العصر و تحديث المناهج الدراسية لتلبية احتياجات السوق المتجددة. علاوة على ذلك، يشير الخبير التربوي حسني السيد إلى أن سوق العمل يشكل تحديًا آخر، حيث أن خريجي هذه المدارس يملكون مهارات حديثة ومتطورة مما قد يؤدي إلى استبدال العمالة القديمة التي تفتقر إلى هذه المهارات المتخصصة، وهو ما يخلق توترًا في السوق.