[ad_1]
توقعات الطقس خلال عيد الفطر: أجواء معتدلة وتحسن تدريجي
إذا كنت تخطط لقضاء إجازة عيد الفطر خارج منزلك، فمن المتوقع أن يشهد الطقس تحسنًا ملحوظًا خلال أيام العيد، وفقًا لتوقعات مراكز الأرصاد الجوية الوطنية.
وتشير التوقعات إلى طقس شتوي معتدل خلال النهار ومائل للبرودة ليلًا في دول الشام، التي تشمل سوريا، لبنان، الأردن، وفلسطين، بالإضافة إلى دول شمال أفريقيا مثل مصر، تونس، الجزائر، وليبيا. في المقابل، ستكون دول الخليج العربي على موعد مع أجواء دافئة نسبيًا، في أعقاب حالة من الاضطرابات الجوية التي شهدها شهر مارس/آذار.
وخلال الشهر الماضي، شهدت دول الشام وشمال أفريقيا تقلبات جوية حادة، حيث انتقل الطقس بشكل مفاجئ من أجواء شتوية إلى أخرى صيفية، قبل أن تعود الأجواء الباردة مجددًا. ومع اقتراب عيد الفطر، من المتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الاعتدال حتى يوم الخميس 27 مارس/آذار، لتشهد المنطقة بعدها ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة بسبب تأثير منخفض خماسيني قوي. ومع انتهاء هذا المنخفض، ستعود الأجواء الشتوية المعتدلة نهارًا، لكنها ستكون شديدة البرودة خلال الليل.
هذا التحسن في الطقس سيوفر فرصة مثالية للراغبين في قضاء العيد في الهواء الطلق أو السفر إلى وجهات سياحية داخل المنطقة، مع ضرورة متابعة تحديثات الأرصاد الجوية لأي تغييرات مفاجئة.

كيف يتشكل المنخفض الخماسيني؟
المنخفض الخماسيني هو ظاهرة مناخية تؤثر على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال فصل الربيع، وتحديدًا بين شهري مارس/آذار ومايو/أيار. ينشأ نتيجة التقاء كتلتين هوائيتين مختلفتين في الخصائص، ما يؤدي إلى اضطرابات جوية قوية. وتختلف آلية تشكله بين دول شمال أفريقيا وبلاد الشام بسبب التباينات الجغرافية والتضاريس.
ووفقًا لدراسة نشرتها دورية “كوارترلي جورنال أوف ميترولوجيكال سوسيتي”، يبدأ تشكل هذا المنخفض في مصر عندما تتكون مناطق ضغط منخفض تتحرك من الغرب إلى الشرق بمحاذاة الساحل الشمالي لأفريقيا. وفي بعض الأحيان، تكون هذه المنخفضات الجوية قوية وتتولد في أماكن بعيدة غرب مصر، بينما في أحيان أخرى تكون ضعيفة وتتكون فوق مصر أو بالقرب منها.
وتنتج هذه الظاهرة الجوية بسبب التباين في درجات الحرارة بين المناطق شديدة الحرارة في الجنوب، مثل السودان، والمناطق الأكثر برودة في الشمال، مثل البحر المتوسط. ويسهم وجود مرتفع جوي في البحر المتوسط في تدفق الهواء البارد نحو الجنوب، مما يؤدي إلى سحب الهواء الساخن من السودان نحو الشمال، فينشأ المنخفض الخماسيني.
وعندما تتحرك هذه المنخفضات نحو الشرق، خصوصًا عند وصولها إلى البحر الأحمر، تتعزز قوة التيارات الهوائية الساخنة القادمة من الجنوب، مما يؤدي إلى نشاط رياح الخماسين.
أما في بلاد الشام، فتتشكل المنخفضات الخماسينية في شمال أفريقيا وتتحرك باتجاه الشرق، مرورًا بدول الشام، حيث تنقل معها الهواء الساخن والجاف من الصحارى، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل مؤقت. ويحدث تفاعل بين الهواء الساخن القادم من الجنوب والهواء البارد القادم من البحر المتوسط أو أوروبا، مما يسبب اضطرابات جوية وارتفاعًا سريعًا في درجات الحرارة، يعقبه أحيانًا انخفاض حاد وعودة الطقس البارد.
وبناءً على هذه التوقعات، فمن المتوقع أن تبدأ الموجة الحارة المصاحبة للمنخفض الخماسيني يوم الجمعة، يتبعها انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة مع أول أيام إجازة العيد. لذا، يُنصح بارتداء ملابس شتوية خفيفة أو خريفية خلال النهار، مع ضرورة اصطحاب “جاكيت” عند الخروج ليلًا بسبب برودة الطقس خلال الليل وفي ساعات الصباح الباكر، وفقًا لبيان هيئة الأرصاد الجوية المصرية.

دفء مع أمطار في بعض مناطق الخليج
في تطور لافت، بينما يسود الطقس المائل للبرودة في مناطق شمال أفريقيا ودول الشام خلال إجازة عيد الفطر، من المتوقع أن تشهد دول الخليج العربي أجواء دافئة مع ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة.
وقد شهدت دول الخليج أجواء مائلة للبرودة في الأسبوع الذي سبق العيد، ولكن من المتوقع أن يتحول الطقس بشكل سريع خلال الإجازة من بارد إلى دافئ. يعود هذا التحول إلى التغيرات السريعة في حركة الكتل الهوائية خلال فترة الانتقال الموسمي، حيث يحل الهواء الدافئ القادم من الصحاري محل الهواء البارد القادم من المناطق الشمالية.
ووفقًا للتوقعات الصادرة عن مراكز الأرصاد الجوية، يُتوقع أن تشهد دولة قطر ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، مع أجواء مشمسة وجافة، لتتراوح درجات الحرارة العظمى خلال أسبوع إجازة العيد بين 30 و36 درجة مئوية. ومن المتوقع أن تسود نفس الأجواء في دول الخليج الأخرى، مع توقع درجات حرارة أعلى من المعدل الطبيعي في شرق وجنوب المملكة العربية السعودية، وحول المعدلات المعتادة في باقي المناطق. كما يُتوقع أن تشهد بعض مناطق غرب ووسط السعودية والكويت هطول أمطار أعلى من المعدل، بينما ستظل باقي المناطق ضمن المعدلات الطبيعية.
فترة انتقالية بين الشتاء والربيع
إذا ما تحققت هذه التوقعات، فإن الطقس خلال إجازة العيد سيكون مثالاً على الجانب الإيجابي للفترة الانتقالية بين الشتاء والربيع.
توضح الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن الفترة بين نهاية مارس/آذار وأوائل أبريل/نيسان هي فترة انتقالية موسمية من الشتاء إلى الربيع، وهو ما يسبب تقلبات مناخية كبيرة، يمكن ملاحظتها من خلال التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة. وأكدت غانم أنه من حسن الحظ أن إجازة العيد ستكون في الجانب الإيجابي من هذه التقلبات.
وبينما يتمتع سكان دول الشمال الأفريقي والشام بأجواء شتوية معتدلة بعد موجات حارة وباردة، فإن دول الخليج العربي ستشهد أجواء دافئة بعد موجات باردة شتوية، كما تشير غانم.
وتوضح غانم أنه “من الأسباب الرئيسية لتلك التقلبات الموسمية التغير في زاوية الشمس خلال فترة الانتقال بين الفصول، مثل نهاية الشتاء وبداية الربيع (مارس/آذار – أبريل/نيسان)، مما يؤدي إلى زيادة كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى الأرض، ما يساهم في تسخين بعض المناطق التي كانت باردة في الشتاء. إضافة إلى ذلك، تلعب المنخفضات الجوية والضغط الجوي دورًا مهمًا في هذه التقلبات؛ حيث تضعف المنخفضات الجوية الباردة التي كانت سائدة في الشتاء، ويظهر منخفض الخماسيني نتيجة تصادم الهواء البارد القادم من الشمال مع الهواء الساخن القادم من الصحراء الكبرى، ما يتسبب في تقلبات كبيرة في درجات الحرارة والرياح.”
المصدر: نيوز عربي
[ad_2]