نيوز عربي – غزة
بعد أكثر من 18 شهرًا على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا تزال آلة الحرب تواصل ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين، مستهدفة الأحياء السكنية والبنى التحتية، وسط صمت دولي مطبق وتخاذل عربي مريب، وفشل المنظومة الحقوقية في كبح جماح الانتهاكات الجسيمة.
فجر الجمعة، استيقظ سكان قطاع غزة على مجزرة دامية جديدة، حين استهدفت غارة جوية منزل عائلة الفرا في مدينة خان يونس، ما أدى إلى إبادة العائلة بالكامل، في مشهد يلخص وحشية العدوان واستهدافه الممنهج للمدنيين.
🟥 انتهاك صارخ للقانون الدولي
تُعد هذه المجازر المتواصلة انتهاكًا صارخًا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية، والتي تُعرّف الإبادة على أنها أفعال تستهدف تدمير جماعة بشرية كليًا أو جزئيًا.
ويظهر هذا بشكل جلي من خلال:
-
القصف العشوائي
-
تدمير المنازل والبنى التحتية
-
استهداف المستشفيات وفرق الإنقاذ
-
منع دخول المساعدات الغذائية والطبية
-
التهجير القسري لسكان الأحياء
هذه الأفعال ترقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، ما يستوجب تحقيقًا دوليًا عاجلًا ومحاسبة قادة الاحتلال في المحاكم الجنائية الدولية.
🟦 مأساة إنسانية تتفاقم
بحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 50,886، فيما تخطى عدد الجرحى 115,857، من بينهم آلاف الحالات الحرجة، وسط نقص حاد في الرعاية الطبية بعد استهداف المستشفيات والمراكز الصحية.
ويعيش آلاف المدنيين في ظروف قاسية، جراء انعدام الأمن الغذائي، وانقطاع الماء والكهرباء، والتشريد القسري، في حين تواصل قوات الاحتلال سياسة قصف وتدمير مناطق كاملة مثل الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة.
🟨 خان يونس: نموذج للمجزرة
أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال شنت غارة عنيفة على منزل عائلة الفرا، أسفرت عن استشهاد الأب مازن إبراهيم الفرا، وزوجته، وأطفاله، وعمته، واثنين من أبناء إخوته، في جريمة مروعة تُضاف إلى سجل الانتهاكات التي لا تنتهي.
🟧 أهداف الاحتلال… لم تتحقق
رغم الحجم الكارثي للعدوان، لم يحقق الاحتلال أهدافه المعلنة، والتي تشمل:
-
القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
-
استعادة الأسرى
-
فرض السيطرة على القطاع
بل إن الوقائع تؤكد استمرار قدرة حماس على المقاومة ميدانيًا وإعلاميًا، مع تعقيد ملف الأسرى وتزايد المخاوف الإسرائيلية من سقوطهم تحت القصف.
🟥 مشروع إبادة ممنهج
مع كل مجزرة جديدة، يتأكد أن الحرب تجاوزت أهدافها العسكرية لتتحول إلى مشروع إبادة جماعية ممنهج، يستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله، لا مجموعات مسلحة فقط.
إن الدعم الأميركي الكامل لهذه الجرائم، وصمت المجتمع الدولي، يضعان المنظومة العالمية أمام اختبار أخلاقي وقانوني حرج.
🟦 تساؤلات مشروعة أمام جرائم لا تتوقف
-
ما الجدوى من استمرار عدوان لم يحقق أيًا من أهدافه؟
-
هل باتت الإبادة هدفًا في حد ذاتها؟
-
وإلى متى سيبقى العالم متفرجًا على نزيف غزة اليومي دون محاسبة أو رادع؟
المأزق الاستراتيجي والأخلاقي الذي يعيشه الاحتلال اليوم يُظهِر فشل خططه، وانهيار روايته أمام شعوب العالم، حتى لو استمرت حكوماته في تلقي الغطاء السياسي والدعم العسكري من حلفائها.