[ad_1]
اكتشاف مذهل: سمكة متحجرة عمرها 15 مليون عام تكشف أسرار الماضي
تمكن فريق من علماء الحفريات في معهد أبحاث المتحف الأسترالي من اكتشاف سمكة متحجّرة محفوظة بشكل استثنائي، لا تزال تحتفظ بملامحها الأصلية كما كانت قبل 15 مليون عام، وهو ما يُعد إنجازًا علميًا فريدًا.
موقع الاكتشاف وأهميته
جاء هذا الاكتشاف المذهل في أحد “المراسب الأحفورية” الواقعة وسط السهول الجافة في أستراليا، ليكشف عن لمحات جديدة من النظم البيئية القديمة التي كانت تُحيط بهذه القارة المعزولة. ويُسلط هذا الاكتشاف الضوء على طبيعة الحياة في المياه العذبة خلال تلك الحقبة السحيقة.
تفاصيل الدراسة العلمية
بحسب دراسة نُشرت في دورية “Journal of Vertebrate Paleontology”، فإن هذه الأحفورة تحتفظ بتفاصيل دقيقة وغير مسبوقة. وعلى عكس معظم الأحافير التي يقتصر حفظها على الهياكل العظمية، فإن هذه العينة النادرة تتضمن أنسجة رخوة محفوظة، وهياكل صبغية، وحتى أجزاء من معدة السمكة، مما أتاح للعلماء تحديد لونها الأصلي والتعرف على آخر وجبة تناولتها قبل نفوقها واندثارها في الرواسب.
السمكة المنقرضة ونمط حياتها
تعود هذه السمكة إلى نوع “فيروأسبس بروكسي”، الذي كان يعيش في بيئات المياه العذبة. وينتمي هذا النوع إلى عائلة “Osmeriformes”، التي تشمل أنواعًا حديثة مثل “الهفيات” الأسترالية، وهي سمكة تُشبه السردين المعروف.
وقد كشفت محتويات المعدة المتحجرة أن السمكة كانت من الكائنات المفترسة الانتهازية، إذ اعتمدت في غذائها على اللافقاريات مثل يرقات البعوض، وأجنحة الحشرات، وأجزاء من قواقع ثنائية الصدفة، مما يعكس طبيعة السلسلة الغذائية في ذلك العصر.
لمحة نادرة عن العلاقات البيئية القديمة
المثير في هذا الاكتشاف هو العثور على يرقة طفيلية من نوع “غلوكيديوم” في ذيل السمكة، وهي يرقات محار المياه العذبة التي تتطفل على خياشيم وذيول الأسماك لمساعدتها على الانتقال عبر الجداول والأنهار. وهذا الاكتشاف يُعد نافذة فريدة على العلاقات التكافلية التي كانت تربط الكائنات الحية في النظم البيئية القديمة للمياه العذبة الأسترالية.
لون السمكة المنقرضة
أحد أكثر الجوانب إثارةً في هذا الاكتشاف هو تحديد اللون الأصلي لهذه السمكة المنقرضة، حيث استخدم العلماء مجاهر متقدمة لتحليل “الميلانوسومات”، وهي هياكل ميكروسكوبية في الجلد مسؤولة عن تلوين الأنسجة، ما مكّنهم من إعادة تصور الشكل الأصلي للسمكة بدقة غير مسبوقة.
أهمية الاكتشاف
يُعتبر هذا الاكتشاف واحدًا من أبرز الاكتشافات الأحفورية في العصر الحديث، حيث يُوفر نظرة متعمقة على تطور الحياة في المياه العذبة بأستراليا قبل ملايين السنين، كما يعزز فهمنا للعلاقات البيئية القديمة بين الكائنات الحية.
يواصل العلماء تحليل هذه الأحفورة الاستثنائية على أمل الكشف عن مزيد من الأسرار حول الحياة القديمة، مما قد يُسهم في إعادة تشكيل معرفتنا بتاريخ الكائنات البحرية والبيئة التي عاشت فيها.

اكتشاف فريد: تحديد لون سمكة متحجرة عمرها 15 مليون عام
في إنجاز علمي غير مسبوق، كشف تحليل الأحفورة المكتشفة حديثًا عن امتلاك السمكة المنقرضة “نمط التظليل العكسي”، وهو أسلوب تمويهي شائع بين الأسماك الحديثة، حيث يكون ظهرها داكنًا أكثر من بطنها لمساعدتها على الاندماج مع بيئتها. كما أظهرت الدراسة وجود خطين داكنين ممتدين على طول جسم السمكة، وهو تفصيل لم يسبق توثيقه في أي نوع منقرض من الأسماك.
تقنيات متطورة لإعادة بناء لون الكائنات المنقرضة
على الرغم من أن تقنية تحليل الميلانوسومات استُخدمت سابقًا لإعادة بناء لون الريش في الطيور المنقرضة، إلا أن هذه أول مرة يتم فيها استخدامها لتحديد النمط اللوني لسمكة قديمة. وأوضح عالم الحفريات مايكل فريز من جامعة كانبيرا أن هذه الطريقة قد تمهد الطريق لاكتشافات جديدة حول مظهر الكائنات البحرية المنقرضة.
أهمية الاكتشاف من منظور علمي
وفي بيان صحفي صادر عن جامعة أستراليا الوطنية، علّق الباحث ماكوري على أهمية هذا الاكتشاف قائلًا:
“هذه الأحافير تفتح نافذة استثنائية على الماضي، حيث تكشف كيف ازدهرت الحياة في هذه المنطقة قبل ملايين السنين.”
يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم تطور الكائنات البحرية وعلاقاتها البيئية القديمة، مما يعزز المعرفة حول التنوع البيولوجي في العصور الجيولوجية السحيقة.
[ad_2]