نيوز عربي – دار السلام
وجّه القضاء التنزاني تهمة الخيانة إلى زعيم المعارضة توندو ليسو، بعد أن قاد مظاهرات حاشدة طالبت بالإصلاحات السياسية والعدالة الانتخابية.
اعتقال بعد خطاب ناري
أُلقي القبض على ليسو الأربعاء الماضي.
جاء ذلك بعد أن ألقى خطابًا أمام جمع من أنصاره، دعا فيه إلى إصلاحات سياسية عاجلة قبل انتخابات أكتوبر/تشرين الأول القادم.
ويترأس ليسو حزب “تشاديما”، أحد أبرز أحزاب المعارضة في تنزانيا.
يمتلك الحزب 20 مقعدًا من أصل 339 في البرلمان.
حملة مبكرة بشعار حاد
يقود حزب “تشاديما” حملة انتخابية مبكرة تحت شعار “لا إصلاحات لا انتخابات”.
ويهدد الحزب بمقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إذا لم يتم إدخال إصلاحات جوهرية على النظام الانتخابي.

من محامٍ إلى زعيم معارض
بدأ توندو ليسو حياته المهنية كمحامٍ.
تلقى تدريبه في تنزانيا وبريطانيا خلال التسعينيات.
ومع بدء التعددية الحزبية عام 1995، قرر دخول السياسة.
لم يفز حينها بمقعد في البرلمان، لكنه أصبح شخصية معروفة بفضل عمله الحقوقي.
في 2010، أصبح نائبًا في البرلمان عن حزب “تشاديما”.
وتدرج في المناصب حتى انتُخب رئيسًا للحزب في 2023، بعد منافسة داخلية قوية.
محاولة اغتيال وعودة قوية
في عام 2017، اعتُقل ليسو 8 مرات.
واجه حينها تهمًا بالتحريض والإخلال بالنظام العام.
لاحقًا، نجا من محاولة اغتيال عندما أُطلق عليه 16 رصاصة في العاصمة دودوما.
نُقل إلى كينيا ثم بلجيكا لتلقي العلاج.
وفي 2020، عاد إلى البلاد وخاض الانتخابات الرئاسية ضد جون ماغوفولي.
بسبب التهديدات التي تلقاها بعد الانتخابات، غادر تنزانيا مرة أخرى.
لكنه عاد في 2023 بعد وفاة ماغوفولي وتسلُّم سامية صولوحو الحكم.
استُقبل بحفاوة من أنصاره، وبدأ في استعادة نشاطه السياسي.
اتهامات بالخيانة.. ودوافع سياسية؟
خلال الأسابيع الأخيرة، دعا حزب تشاديما إلى مظاهرات للمطالبة بإصلاحات.
ردت الحكومة باعتقال ليسو ووجهت له تهمة الخيانة، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.
يرى محاموه ومؤيدوه أن القضية ذات دوافع سياسية وتهدف إلى إقصائه من المشهد العام.
تهديد بالمقاطعة وسط إصلاحات محدودة
ورغم إقرار قانون يمنح لجنة الانتخابات استقلالية أكبر، ترى المعارضة أن هذه الخطوة غير كافية.
يحذّر مراقبون من أن مقاطعة الانتخابات قد تضر بحزب تشاديما.
فهو اليوم يملك 20 نائبًا في البرلمان، وقد يخسر كل ذلك إذا غاب عن الاستحقاقات القادمة.