• Home  
  • خبير أميركي: لهذا سوريا التحدي الأصعب لترامب في الشرق الأوسط
- سياسة

خبير أميركي: لهذا سوريا التحدي الأصعب لترامب في الشرق الأوسط

سوريا… العقدة الأصعب في سياسة ترامب الشرق أوسطية في وقت تُعد فيه مواجهة البرنامج النووي الإيراني أحد أبرز أولويات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلا أن سوريا تُشكّل، من منظور إستراتيجي، التحدي الأكثر تعقيدًا ضمن خارطة الشرق الأوسط. ووفقًا لمقال تحليلي نشرته وول ستريت جورنال بقلم مايكل دوران، مدير مركز السلام والأمن بمعهد هدسون، فإن ملف […]

1744512433 ph٢٧ 2 1737450682

سوريا… العقدة الأصعب في سياسة ترامب الشرق أوسطية

في وقت تُعد فيه مواجهة البرنامج النووي الإيراني أحد أبرز أولويات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلا أن سوريا تُشكّل، من منظور إستراتيجي، التحدي الأكثر تعقيدًا ضمن خارطة الشرق الأوسط.

ووفقًا لمقال تحليلي نشرته وول ستريت جورنال بقلم مايكل دوران، مدير مركز السلام والأمن بمعهد هدسون، فإن ملف سوريا يمثّل اختبارًا حقيقيًا لفلسفة ترامب الجديدة القائمة على تقليص التدخل العسكري والاعتماد على أدوات النفوذ الاقتصادي والتحالفات.


تعدد الأطراف وتعقيد النفوذ الميداني

بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، تشكّلت حكومة انتقالية بقيادة أحمد الشرع.
رغم ذلك، تعاني هذه الحكومة من ضعف واضح في السيطرة على الأرض.

فعلى سبيل المثال، تسيطر إسرائيل على الجنوب بدعم مباشر، في حين تُمسك تركيا بزمام الأمور في الشمال، حيث تقدم دعمًا سياسيًا وعسكريًا لحكومة الشرع.

هذا التداخل في النفوذ، بطبيعته، يؤدي إلى توتر متزايد بين الجانبين، مما يعقد فرص التوافق السياسي ويُهدد الاستقرار الهش.


وساطة أميركية بطموح مزدوج

من ناحية أخرى، عبّر ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استعداده للعب دور الوسيط بين أنقرة وتل أبيب.
غير أن هذا المسعى، بحسب دوران، يتطلب من الطرفين التحلي بالعقلانية والانفتاح على حلول وسط.

في السياق ذاته، يرى دوران أن وساطة ترامب ستكون اختبارًا حاسمًا لفلسفة سياسته الخارجية، خاصة مع اعتماده على تقليص الانتشار العسكري الأميركي وإعادة توزيع الأدوار على الحلفاء.


تصعيد ميداني يهدد الاستقرار

إضافة إلى ما سبق، جاءت الغارة الإسرائيلية على قاعدة “تي فور” الجوية في سوريا لتعقّد المشهد أكثر، حيث هدفت إلى منع تركيا من استخدام القاعدة في إطلاق طائرات مسيّرة.

نتيجة لذلك، تصاعدت المخاوف من اندلاع موجة جديدة من التصعيد العسكري، وهو ما قد يؤدي إلى تفكك المساعي الدولية لإعادة الاستقرار.

ومن الملفت، أن هذه الغارة لم تُوجه ضد قوات إيرانية، بل ضد حليف محتمل لواشنطن، وهو ما يُبرز حساسية الوضع وتناقضاته.


تركيا وإسرائيل: خلافات تتجاوز حدود سوريا

على الجانب الإسرائيلي، تنظر تل أبيب بعين الريبة إلى تحركات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
فهو، من جهة، لا يُخفي انتقاداته العلنية لإسرائيل، ومن جهة أخرى، يستضيف قيادات من حركة حماس على أراضيه.

بالتالي، تخشى إسرائيل أن تحل تركيا محل إيران كحاضنة جديدة “للجهاد السياسي” ضدها، خصوصًا في ظل تصاعد نفوذ أنقرة في الملف السوري.

في المقابل، ترى تركيا أن استقرار سوريا ضرورة استراتيجية، لا فقط لأمنها الحدودي، بل أيضًا لمعالجة أزمة اللاجئين المتفاقمة.
فوجود أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري على أراضيها يمثل عبئًا داخليًا، في حين أن إعادة إعمار سوريا هي ركيزة أساسية ضمن مشروع أردوغان السياسي.


اقتراح لحل متوازن: توازن المصالح لا التصادم

استنادًا إلى هذا الواقع، يقترح الكاتب خطة وساطة متوازنة، تحقق مصالح الطرفين دون الانزلاق نحو صراع مفتوح.

تشمل هذه الخطة ما يلي:

  • أولًا، السماح لإسرائيل بحرية العمل الجوي ضد أي تهديد إيراني محتمل.

  • ثانيًا، الاعتراف بدور تركيا شمال سوريا بما يضمن أمن حدودها وتأثيرها الإقليمي.

  • ثالثًا، إنهاء التعاون الأميركي مع وحدات حماية الشعب الكردية، نظرًا لانتمائها لحزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابيًا من قِبل أنقرة.

من خلال هذه البنود، يمكن لواشنطن تحقيق توازن استراتيجي بين حليفيها، دون أن تنحاز لطرف على حساب الآخر.


إعادة إعمار بإشراف دولي

من جهة أخرى، يقترح دوران أن تتزعم الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا لإعادة إعمار سوريا، يضم:

  • دول الخليج العربي،

  • الاتحاد الأوروبي،

  • مؤسسات مالية عالمية.

وعليه، تستفيد تركيا عبر شركاتها من مشاريع البناء والبنية التحتية، فيما تحصل سوريا على دعم اقتصادي يمكّنها من إعادة الوقوف، تحت إشراف أميركي يحول دون تسلل إيران مجددًا.

علاوة على ذلك، سترحب السعودية بأي مشروع يعيد التوازن للمنطقة ويُقلّص نفوذ طهران في دمشق.


سوريا كمنطقة عازلة: رؤية استراتيجية

ختامًا، يخلص دوران إلى أن جعل سوريا منطقة عازلة شبيهة بالأردن قد يشكّل حلًا جذّابًا لجميع الأطراف.

  • فمن ناحية، يتحقق الأمن لإسرائيل وتركيا.

  • ومن ناحية أخرى، يستعيد السوريون شيئًا من السلام والكرامة.

  • وفي الوقت ذاته، تُثبت أميركا فاعلية نهجها في إدارة الأزمات دون الغرق في مستنقعات الحرب.

بهذا الشكل، تتحول سوريا من ساحة صراع إلى ورقة نجاح دبلوماسي في سجل ترامب السياسي.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678