• Home  
  • حافلة مثقوبة بالرصاص في بيروت.. تذكار مؤلم للحرب الأهلية
- سياسة

حافلة مثقوبة بالرصاص في بيروت.. تذكار مؤلم للحرب الأهلية

في يوم عادي من أبريل عام 1975، بدا المشهد في بيروت متناقضًا كعادته؛ ففي أحد أحيائها أُقيمت مراسم تدشين كنيسة بحضور زعيم حزب الكتائب، وفي حيّ آخر انطلقت مسيرة عسكرية نظّمتها الفصائل الفلسطينية. لكن خلف هذا المشهد الروتيني، كانت شرارة الحرب الأهلية اللبنانية على وشك الاشتعال. في صباح ذلك اليوم، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر […]

10888 1744536686

في يوم عادي من أبريل عام 1975، بدا المشهد في بيروت متناقضًا كعادته؛ ففي أحد أحيائها أُقيمت مراسم تدشين كنيسة بحضور زعيم حزب الكتائب، وفي حيّ آخر انطلقت مسيرة عسكرية نظّمتها الفصائل الفلسطينية. لكن خلف هذا المشهد الروتيني، كانت شرارة الحرب الأهلية اللبنانية على وشك الاشتعال.

في صباح ذلك اليوم، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر حزب الكتائب ومقاتلين فلسطينيين، ما أسفر عن مقتل أحد مرافقي بيار الجميل، زعيم الحزب آنذاك. بعدها بساعات، تعرّضت حافلة تقل فلسطينيين لهجوم دموي في منطقة عين الرمانة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا في مجزرة اعتبرها كثيرون بداية الانهيار.

وبحسب “نيوز عربي”، فقد شكّل ذلك الحدث نقطة تحوّل مفصلية، إذ اندلعت بعده حرب أهلية استمرت 15 عامًا، خلّفت أكثر من 150 ألف قتيل و17 ألف مفقود، وتدخلات دولية زادت الوضع تعقيدًا.

المجزرة التي أشعلت الحرب

في تلك الأجواء المتوترة، كانت ثلاث حافلات تقل طلابًا فلسطينيين ومقاتلين منشَقين عن منظمة التحرير تغادر مخيم تل الزعتر مرورًا بعين الرمانة، قبل أن تنضم إلى عرض عسكري. لكن إحدى الحافلات عادت مبكرًا، لتقع في فخ دامٍ بعد أن أطلق مسلحون النار عليها بشكل عشوائي.

محمد عثمان، أحد الناجين من المجزرة وكان يبلغ 16 عامًا آنذاك، روى كيف أصيب برصاصة وسقط أحد جيرانه ميتًا فوقه. استمر إطلاق النار لأكثر من 45 دقيقة، ولم ينجُ سوى عشرة أشخاص.

روايات متضاربة حول البدايات

في حين يرى البعض أن الكتائبيين ردّوا على محاولة اغتيال لزعيمهم، يشكك صحفيون ومؤرخون في الرواية، مؤكدين أن الهجوم على الحافلة كان عملًا فرديًا من شبان مسلحين متهورين.

الصحفي اللبناني الفرنسي مروان شاهين أشار إلى أن ما حدث لم يكن مدبرًا بشكل رسمي، بل جاء نتيجة لفوضى أمنية وضعف الدولة واحتقان طائفي متصاعد.

التحولات الكبرى: من حرب أهلية إلى تدخل إقليمي

مع تطور الأحداث، تفككت التحالفات الداخلية وظهرت فصائل جديدة، في حين احتلت إسرائيل وسوريا أجزاء من لبنان. وتدخّلت الولايات المتحدة، وتعرضت سفارتها وثكنات مشاة البحرية لتفجيرات عنيفة.

ومع الاجتياح الإسرائيلي للجنوب، برز “حزب الله” بدعم إيراني، وأصبح القوة العسكرية الأبرز بعد انتهاء الحرب، محتفظًا بسلاحه تحت ذريعة “المقاومة”.

ذكرى مؤلمة

محمد عثمان، الذي أصبح لاحقًا صيدليًا، يتذكّر تفاصيل المجزرة ويعبّر عن دهشته من أن الحرب انتهت بـ”اتفاقية”. وقال: “كل هذا القتال، ثم اتفاق؟!”.

من بين الناجين، قُتل عدد منهم في الأعوام التالية، والبعض توفي لاحقًا، بينما نجا آخرون واستقر بعضهم في الخارج.

الحافلة شاهد على المأساة

لا تزال الحافلة التي وقعت فيها المجزرة محفوظة كشاهد على الماضي. وقد نُقلت مؤخرًا إلى متحف خاص شمالي بيروت لتُعرض للزوار، مذكّرة اللبنانيين بضرورة تجنّب العودة إلى دروب الحرب.

وقالت المتحدثة باسم المتحف: “هذه الحافلة غيّرت تاريخ لبنان، ويجب أن تبقى جرس إنذار دائمًا”.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678