جنوب السودان تقبل بترحيل مواطن كونغولي بعد ضغوط أميركية وعقوبات دبلوماسية
في تحول ملحوظ بموقفها الرسمي، وافقت حكومة جنوب السودان على استقبال مواطن من جمهورية الكونغو الديمقراطية، كانت الولايات المتحدة قد أبعدته عن أراضيها بعد احتجازه لفترة طويلة ضمن سياسة مكافحة الهجرة غير الشرعية.
ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات الدبلوماسية بين جوبا وواشنطن، والتي شهدت مؤخرًا فرض عقوبات أميركية على عدد من المسؤولين الحكوميين في جنوب السودان، بسبب ما وصفته واشنطن بـ “عدم التعاون” في ملفات الترحيل.
ضغوط أميركية تكشف جنسية المُبعد
بحسب ما أوردته نيوز عربي، فإن السلطات الأميركية فرضت قيودًا على إصدار التأشيرات لمسؤولين في حكومة جنوب السودان، بعد رفض الأخيرة استقبال شخص مبعد تم ترحيله في إطار السياسة الأميركية لترحيل المهاجرين غير النظاميين.
إلا أن المفاجأة جاءت بعد التحقق من هوية الشخص المبعد، حيث تبين أنه يحمل الجنسية الكونغولية وليس من جنوب السودان كما كان يُعتقد في البداية، ما دفع حكومة جوبا إلى إعادة تقييم موقفها.
مفاوضات دبلوماسية تنهي الخلاف
القرار الجديد من جوبا جاء عقب ضغوط دبلوماسية مكثفة من الجانب الأميركي، تخللتها مشاورات متقدمة مع السفارة الأميركية في العاصمة السودانية الجنوبية. وأسفرت هذه المحادثات عن موافقة رسمية على استقبال المواطن المُبعد، في خطوة تعكس محاولة لاحتواء الأزمة السياسية المتصاعدة بين البلدين.
ويُنظر إلى هذا التحرك كنوع من التهدئة بعد سلسلة من الإجراءات العقابية الأميركية، ورسالة مفادها أن حكومة جنوب السودان لا ترغب في تأزيم العلاقات مع أحد أهم شركائها الدوليين.

جدل داخل حكومة جنوب السودان بعد قبول ترحيل مواطن كونغولي وضغوط أميركية متصاعدة
أثار قرار حكومة جنوب السودان بقبول ترحيل مواطن من الكونغو الديمقراطية جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية في جوبا، وسط تباين في الآراء بشأن دلالة هذه الخطوة على السيادة الوطنية مقابل الضغوط الأميركية.
وفيما تعتبر واشنطن القرار بمثابة اختبار لنوايا جوبا بشأن التعاون المستقبلي في ملفات الهجرة واللجوء، يرى البعض أن قبول هذا الترحيل قد يشكل سابقة دبلوماسية في كيفية تعامل جنوب السودان مع المطالب الأجنبية.
تباين في وجهات النظر داخل حكومة جوبا
أشارت تقارير نقلتها نيوز عربي إلى وجود انقسام بين المسؤولين داخل حكومة جنوب السودان؛ حيث وصف بعضهم القرار بأنه تنازل غير مبرر أمام الضغوط الأميركية، في حين اعتبر آخرون أن الخطوة تمهد لتعزيز التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة في المستقبل القريب.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه البلاد أزمات سياسية واقتصادية متصاعدة، أبرزها استمرار النزاعات المحلية ومشكلات متفاقمة في إدارة الموارد والتنمية.
واشنطن: القرار اختبار لمستقبل العلاقات
نقلت شبكة “سي إن إن” عن مصادر في وزارة الخارجية الأميركية قولها إن واشنطن تعتبر موافقة جوبا على استقبال الشخص المُبعد بمثابة اختبار لنواياها السياسية، مشيرة إلى أن سياسة حظر منح التأشيرات لمسؤولين سودانيين ستبقى قائمة ما لم تُظهر الحكومة التزامًا واضحًا في التعامل مع مثل هذه القضايا مستقبلاً.
وأكد المسؤولون الأميركيون أن أي تقاعس في استقبال مبعدين آخرين من جنسيات مختلفة قد يؤدي إلى فرض مزيد من العقوبات والقيود على العلاقات الثنائية بين البلدين.
الأزمة تعكس توتراً أكبر في العلاقات الأميركية الأفريقية
ترى أوساط دبلوماسية أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تعكس توتراً متنامياً في العلاقات بين الولايات المتحدة وعدة دول أفريقية في ملفات الهجرة واللجوء وحقوق الإنسان.
ويحذر محللون من أن استمرار الضغوط الأميركية على حكومات القارة قد يعقّد مسار التعاون الاقتصادي والتنموي بين الجانبين، خاصة في ظل التحولات السياسية المتسارعة التي تشهدها القارة الأفريقية.