نيوز عربي – أنقرة
أكدت الحكومة التركية استمرار تعزيز شراكتها مع القارة الأفريقية خلال المرحلة المقبلة، من خلال تنفيذ سلسلة مشاريع اقتصادية وتنموية تصب في مصلحة شعوب القارة، وتعكس رؤية أنقرة طويلة المدى للانفتاح على أفريقيا.
وجاء ذلك في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية التركية، السبت، بمناسبة مرور 20 عامًا على حصول تركيا على صفة “مراقب دائم” لدى الاتحاد الأفريقي في 12 أبريل/نيسان 2005. وشدد البيان على أن العلاقات بين تركيا وأفريقيا تقوم على أسس “الاحترام المتبادل، الشراكة العادلة، ومبدأ الربح المشترك”، مشيرًا إلى أن القمة التركية-الأفريقية الرابعة المرتقبة في عام 2026 ستكون محطة مهمة لتعزيز التعاون بين الجانبين.
دبلوماسية نشطة وحضور متزايد
شهدت العلاقات التركية-الأفريقية تحولًا جذريًا خلال العقدين الأخيرين. فقد ارتفع عدد السفارات التركية في أفريقيا من 12 عام 2002 إلى 44 سفارة وقنصلية بحلول عام 2022، بينما قفز عدد السفارات الأفريقية في تركيا من 10 فقط عام 2008 إلى 38 سفارة في 2023، بحسب بيانات وزارة الخارجية التركية.
ويعود الفضل في هذا الانفتاح إلى الاستراتيجية التركية التي بدأت عام 2005 بعنوان “الانفتاح على أفريقيا”، والتي شملت زيارات رفيعة المستوى، وعلى رأسها زيارات الرئيس رجب طيب أردوغان إلى 31 دولة أفريقية بين 2008 و2023، فضلًا عن تحركات نشطة لرجال الأعمال الأتراك لعقد صفقات تجارية واستثمارية.
قفزة في التبادل التجاري
تتمتع القارة الأفريقية بفرص اقتصادية واعدة، إذ تُعد سوقًا استهلاكيًا ضخمًا يضم أكثر من 1.3 مليار نسمة، فضلًا عن احتوائها على نحو 65% من الموارد الطبيعية غير المستغلة عالميًا. وقد استغلت تركيا هذه الإمكانات لتوسيع نطاق استثماراتها وتعزيز التبادل التجاري.
ففي عام 2003، بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والدول الأفريقية نحو 3 مليارات دولار، ليقفز إلى 35 مليار دولار في عام 2023. وتهدف أنقرة إلى رفع هذا الرقم إلى 75 مليار دولار في السنوات المقبلة، بحسب تصريحات الرئيس أردوغان خلال القمة الثالثة لمنتدى الاقتصاد والأعمال التركي الأفريقي.
وفي المجال الإنشائي، نفذت شركات المقاولات التركية مشاريع بقيمة 71.1 مليار دولار في أفريقيا بحلول عام 2021، منها 19.5 مليار دولار في دول أفريقيا جنوب الصحراء.
شراكات عسكرية متنامية
لم تقتصر العلاقات التركية مع أفريقيا على الجوانب الاقتصادية والدبلوماسية فقط، بل امتدت لتشمل التعاون العسكري. فقد افتتحت تركيا 37 مكتبًا عسكريًا في القارة، وارتفعت صادراتها الدفاعية إلى أفريقيا من 41 مليون دولار في 2021 إلى 328 مليون دولار في العام نفسه.
وكان للجيش الصومالي النصيب الأكبر من هذا التعاون، حيث دعمت تركيا قدراته عبر مركز تدريب عسكري متقدم وتسليح متطور، كما قدمت مساعدات مماثلة إلى إثيوبيا.
وفي ظل تراجع النفوذ الفرنسي في غرب أفريقيا، خاصة في منطقة الساحل، عززت أنقرة علاقاتها مع دول مثل بوركينا فاسو، مالي، والنيجر. وقد أبرمت تركيا صفقات لتصدير الأسلحة، بما في ذلك طائرات “بيرقدار” المسيّرة، إلى هذه الدول التي تحكمها أنظمة عسكرية.
