[ad_1]
عائلة فلسطينية تحتفل بعيد الفطر في ظروف مأساوية بسبب النزوح القسري
تستقبل عائلة الفلسطيني مروان أبو كباش عيد الفطر في ظروف إنسانية قاسية، بعدما نزحت قسرًا من مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، نتيجة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.
منذ أكثر من شهرين، تقيم العائلة في غرفة داخل “نادي طولكرم الثقافي”، وسط ظروف صعبة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. وتعتمد العائلة بشكل كامل على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتها الأساسية.
معاناة عشرات الآلاف من الفلسطينيين
هذه الظروف المأساوية ليست محصورة بعائلة أبو كباش فقط، بل تشاركها أكثر من 40 ألف فلسطينيًا نزحوا من مخيمات شمال الضفة الغربية نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة. حسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، فإن هؤلاء النازحين يواجهون تحديات حياتية صعبة بسبب غياب الخدمات الأساسية.
استمرار الهجوم الإسرائيلي
منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في محافظتي جنين وطولكرم، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا الفلسطينيين. كما تخللت العمليات العسكرية عمليات اعتقال وتحقيق ميداني ممنهج استهدفت عشرات العائلات، بالإضافة إلى احتجاز رهائن من المدنيين وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية، وفقًا لمصادر محلية.
يعيش الفلسطينيون في هذه المناطق في ظل معاناة متزايدة، حيث تتفاقم التحديات الإنسانية وسط استمرار القصف والاعتقالات، مما يجعل حياتهم أكثر صعوبة في ظل غياب أبسط حقوقهم في الأمان والعيش الكريم.

السلطات الفلسطينية تحذر من مخطط إسرائيلي لضم الضفة
حذرت السلطات الفلسطينية من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية تأتي في إطار مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة الغربية وإعلان السيادة عليها، وهو ما يعتبره الفلسطينيون بمثابة إعلان رسمي لوفاة حل الدولتين، الذي كان يشكل أساسًا للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين طوال السنوات الماضية.
عيد بلا طقوس وألم في القلب
مروان أبو كباش، رب الأسرة الذي نزح مع أسرته من مخيم طولكرم، يروي معاناته قائلاً: “نعيش في النادي الثقافي منذ أكثر من 63 يومًا بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي منزلنا المكون من ثلاثة طوابق وأماكن عملنا داخل المبنى، وحوّلها إلى مكان غير صالح للسكن”.
وأضاف أن الأوضاع داخل “النادي الثقافي” صعبة للغاية، مشيرًا إلى أن الحياة هناك لا يمكن مقارنتها بالحياة في منزله، خصوصًا خلال شهر رمضان وعيد الفطر، حيث يفتقد هو وأسرته الطقوس المعتادة التي كانت جزءًا من حياتهم.
تشتت العائلة
وتابع أبو كباش قائلاً: “الحياة أصبحت مختلفة تمامًا، والعيد بلا مظاهر. فبعدما تشتت الأهل والأقارب في أماكن متفرقة في الضفة الغربية، لم أعد أعرف إلى أين توجهوا”. حالة الفقدان والضياع التي يعيشها أبو كباش وأسرتهم تعكس عمق المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل استمرار الحروب والتهجير القسري.
يعيش الفلسطينيون اليوم ألمًا مزدوجًا: ألم النزوح عن ديارهم وفقدان منزلهم، بالإضافة إلى ألم معنوي نتيجة تفكك العائلات وتفشي حالة التشتت في ظل الظروف القاسية التي فرضتها العمليات العسكرية.

العيد في المخيم: فرحة غائبة وسط الحزن والشتات
أضاف مروان أبو كباش قائلاً: “العيد في المخيم يكون مختلفًا عن العيد في بيتك وبين أهلك، حيث كانت زيارات الأهل والأقارب جزءًا من الطقوس التي ننتظرها كل عام، لكن اليوم الجميع تشتت ولا نعرف أين هم”.
رغم الظروف القاسية التي تمر بها عائلته، يحاول أبو كباش أن يخفف من معاناة أحفاده مع اقتراب العيد، موضحًا أنه يبذل جهده لـ “لم الشمل” قدر المستطاع وبث روح التفاؤل في نفوسهم في ظل هذه الأوقات الصعبة.
ومع ذلك، لا يمكنه أن يخفف من الحزن العميق الذي يعيشه جراء غياب مظاهر الفرح التقليدية، حيث لا يوجد كعك ولا حلويات ولا قهوة كما كان الحال في الأعوام السابقة. في ظل هذه الظروف، فإن العيد القادم سيكون من دون طقوسه المعتادة.
في ختام حديثه، قال أبو كباش بنبرة مفعمة بالحزن: “سنقضي العيد وسط الألم، والحزن على ما حل بنا، وعلى مصيرنا المجهول“.

العيد الأصعب في ظل ظروف قاسية
في هذا الوقت من كل عام، كان مخيم طولكرم يشع بالزينة والاحتفالات في الشوارع والأزقة استعدادًا لاستقبال عيد الفطر، إلا أن هذا العام جاء في ظل ظروف كارثية بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر على المنطقة.
مصطفى أبو غزالة، زوج ابنة أبو كباش، قال: “في المخيم كنا نعيش أجواء روحانية واحتفالية في رمضان والعيد، الشوارع كانت تتزين والناس يسهرون في جو من الفرح، لكن اليوم لا شيء من ذلك موجود”.
ووصف شهر رمضان والعيد هذا العام بـ “الأصعب” على مدى سنوات حياتهم، مؤكدًا أن العيد يأتي عليهم في ظروف صعبة، حيث يفتقدون لأبسط مقومات الحياة التي كانت تجعل الأعياد مميزة.
وأشار أبو غزالة إلى حزنه العميق على ما حل بهم وعلى مصيرهم المجهول، قائلا إنهم يعيشون في واقع مؤلم يختفي فيه كل أثر للفرحة المعتادة في العيد.

فرحة مفقودة في ظل الغياب
عبر النازح الفلسطيني عن مرارة فقدانه لمنزله قائلاً: “أصعب شعور يمكن أن يمر به الإنسان هو فقدان منزله، حيث يصبح المكان الذي كان يؤمن له الأمان والراحة غير موجود”.
وبخصوص طقوس العيد، أضاف أبو غزالة أن العيد كان بشكل أساسي هو فرحة للأطفال، حيث يقضونه في النزهات واللعب، لكن اليوم باتوا مشردين بلا شيء، ولا يستطيعون الحصول على ما كانوا يتطلعون إليه من بهجة العيد.
أما زوجته ميرا، فقد عبّرت عن حسرته قائلة: “في مثل هذا الوقت من الأعياد السابقة كنت مع أقاربي نحضر كعك العيد معًا”. وأضافت بحزن: “الكعك كان يمثل فرحة للأطفال والكبار على حد سواء، وكانت له أجواء خاصة من لمة العائلة وإعلان الفرحة. لكن هذا العام، لم نصنع الكعك، كما كان الحال في السنوات الماضية.”

وأشارت ميرا إلى أن العدوان الإسرائيلي قد حوّل حياتهم إلى لحظات حزن، مؤكدة أنهم سيفتقدون خلال العيد الكعك والفرحة والبهجة التي كانت تميز تلك المناسبات، وأصبحت هذه الأمور في حكم المفقود بسبب الظروف المأساوية التي يمرون بها.
ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون من اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن مقتل أكثر من 938 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700 آخرين، حسب الإحصاءات الفلسطينية الرسمية.
وفيما يتعلق بحرب غزة، تسببت الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في مقتل أكثر من 164 ألف فلسطيني وجريح، وكان أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
[ad_2]