يعد الخبز الرمضاني التقليدي، الذي يتم تحضيره بعناية منذ قرون، جزءًا أساسيًا من مائدة الإفطار في رمضان بمدينة بريزرن جنوب كوسوفو. يحمل هذا الخبز نكهة التاريخ والتراث المحلي، وما زال يحافظ على مكانته كعنصر أساسي في طقوس الشهر الفضيل.
مع بداية شهر رمضان من كل عام، يحرص سكان بريزرن على تحضير هذا الخبز الرمضاني التقليدي، حيث يبدأون بإعداد مكوناته في المنازل بعناية. تتكون هذه المكونات من اللحم، والزبدة، والجبن، ويتم تحضيرها وفق وصفات متوارثة. ثم يتم إرسالها إلى الأفران التقليدية قبيل موعد الإفطار بساعات، حيث يتم خبزها على نار الحطب لتمنحها مذاقًا فريدًا يميزها عن أنواع الخبز الأخرى.

عائلة “قوشتينديل” في بريزرن تدير أحد الأفران التقليدية منذ ثلاثة أجيال، حيث تحافظ على هذا الإرث العريق من خلال تحضير الخبز الرمضاني يوميًا خلال شهر رمضان. يبدأ العمل في الفرن منذ ساعات الظهيرة ويستمر حتى موعد الإفطار، حيث يعمل أفراد العائلة معًا لضمان جودة الخبز ومذاقه التقليدي. ويعد هذا الفرن واحدًا من أشهر الأماكن التي يقصدها السكان المحليون لشراء الخبز الرمضاني الطازج.
ويحرص أصحاب الفرن على اتباع الأساليب التقليدية في خبز الخبز، حيث يعتمدون على نار الحطب بدلاً من الأفران الحديثة. ويؤكدون أن هذا الأسلوب لا يضفي فقط نكهة غنية ومميزة على الخبز، بل يضمن أيضًا الحصول على القوام الهش والطري الذي يفضله الصائمون خلال الإفطار.

وفي حديثه للأناضول، قال شينول قوشتينديل، الذي يعمل في الفرن مع والده وعمه وابن عمه، إن الخبز التقليدي هو الأكثر طلبًا خلال رمضان، إذ يعد عنصرًا أساسيًا في الموائد الرمضانية. وأضاف أن العائلات تحرص على تقديمه كطبق رئيسي إلى جانب الأطعمة التقليدية الأخرى، لما له من قيمة غذائية وطعم لذيذ يعزز من أجواء الإفطار.
من جانبه، قال ذو الفقار قوشتينديل، الذي يعمل خبازًا منذ 60 عامًا، إن الخبز الرمضاني يعتبر من العناصر التي تشتهر بها بريزرن، ويعكس الهوية الثقافية للمدينة. وأضاف أن العائلات تتوارث طرق تحضيره جيلاً بعد جيل، مما يجعله رمزًا للترابط الاجتماعي والعائلي، حيث يجتمع أفراد الأسرة لتحضيره وتناوله معًا في لحظات من الدفء والتآخي.
مدينة بريزرن
تحتضن مدينة بريزرن بكوسوفو العديد من المباني التاريخية العائدة للحقبة العثمانية، وتعد من أهم الوجهات التي يقصدها السياح المحليون والأجانب، ومن أبرز معالمها مسجد سنان باشا وحمام غازي محمد باشا والجسر التاريخي وتكية خلوتي.
بريزرن هي ثاني أكبر مدينة في كوسوفو، التي أعلنت استقلالها عن صربيا في 17 فبراير/شباط 2008. يطلق على بريزرن العديد من الألقاب مثل “لؤلؤة البلقان”، “مدينة الينابيع”، “حضن الشعراء وديارهم”، وهي تعد المدينة العثمانية الحية المتبقية في أوروبا.
وتضم المدينة العديد من الآثار الصامدة إلى يومنا هذا، والتي تعود أغلبها إلى الحقبة العثمانية، ومن بين تلك الصروح، مسجد سنان باشا، الذي أمر ببنائه الوالي العثماني على البوسنة سنان باشا عام 1615.