في إنجاز علمي واعد، طوّر باحثون من مركز “مايو كلينك” الطبي في الولايات المتحدة تقنية متقدمة لعلاج حالات الصرع المقاومة للعقاقير، تعتمد على التحفيز العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation). وتُعد هذه المنصة نقلة نوعية في تحسين جودة حياة المرضى، إذ أظهرت فاعليتها في تقليل النوبات، وتعزيز جودة النوم والذاكرة، وهما من أكثر المشكلات شيوعًا لدى المصابين بالصرع.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Brain Communications بتاريخ 7 أبريل/نيسان الجاري، وأبرزها موقع EurekAlert المتخصص في العلوم والطب.
ويؤثر الصرع على نحو 50 مليون شخص حول العالم، وتُعد الحالات المقاومة للأدوية تحديًا علاجيًا كبيرًا، ما يجعل تطوير وسائل بديلة أمرًا حيويًا.
راقب فريق البحث 5 مرضى مصابين بصرع الفص الصدغي، باستخدام جهاز مزروع داخل الدماغ يتيح مراقبة النشاط العصبي بشكل مستمر. وقال الدكتور فاتسلاف كريمن، الباحث في مايو كلينك والمشارك في الدراسة: “يسمح الجهاز بالكشف الدقيق عن النوبات، أفضل بكثير من الاعتماد على مذكرات المرضى الذاتية، مما يُحسّن من دقة العلاج عبر التحفيز في الوقت الحقيقي”.
وأظهرت البيانات أن التحفيز منخفض التردد لم يقتصر على خفض عدد النوبات، بل ساهم كذلك في تحسين مؤشرات الذاكرة والنوم لدى المرضى.
كما أوضح الدكتور غريغوري ووريل، طبيب الأعصاب في مايو كلينك، أن المنصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تتبع سلوك المرضى وقياس وظائف الدماغ، مثل المزاج والذاكرة، عبر تطبيقات سحابية تعمل في بيئة المعيشة اليومية للمرضى.
وأضاف: “البيانات اللحظية تتيح تعديل إعدادات التحفيز العصبي بدقة متناهية، ما يعزز فعالية العلاج، ويُقلل من الأعراض الجانبية غير المرغوبة إلى الحد الأدنى”.
خاتمة:
يشكل هذا الابتكار خطوة متقدمة نحو فهم أعمق لكيفية عمل الدماغ، ويفتح الباب أمام مستقبل أكثر أملاً لمرضى الصرع، خاصةً أولئك الذين لم تنجح معهم العلاجات التقليدية.