إسرائيل على شفا حرب أهلية تهدد الديمقراطية
حذر إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، من أن إسرائيل تقترب بشكل غير مسبوق من حرب أهلية تهدد النظام الديمقراطي في البلاد. جاء تحذيره في ظل تصاعد غير مسبوق في الصراع بين الحكومة ومؤسسات الدولة الديمقراطية، وفي مقدمتها المحكمة العليا.
تهديد الديمقراطية الإسرائيلية من الداخل
أوضح أولمرت في مقاله، الذي نشرته صحيفة “هآرتس”، أن الديمقراطية الإسرائيلية مهددة من الداخل. وأكد أن التهديد يأتي من السلطات نفسها، وليس من الخارج. وأشار إلى أن خطر الانزلاق إلى فوضى دموية لم يعد مجرد احتمال، بل أصبح واقعاً قريباً.
حادثة اقتحام المحكمة العليا: خطوة نحو تقويض الديمقراطية
أشار أولمرت إلى حادثة اقتحام نائب في الكنيست للمحكمة العليا، قائلاً إنها ليست حادثة معزولة. بل هي جزء من خطة أوسع لهدم مؤسسات الدولة وتقويض أسس الديمقراطية في إسرائيل. وأضاف أن هذا التحرك مدعوم بشكل غير مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فوضى مقصودة لتهديد القضاء
انتقد أولمرت الفوضى التي شهدتها المحكمة العليا، قائلاً إنها كانت متعمدة لإهانة القضاء وتقويض شرعيته. واعتبر أن هذا التحرك كان جزءًا من خطة لزعزعة المؤسسات القضائية، مدعومة من الحكومة. ولفت إلى أن هناك تهديدات ضد قضاة المحكمة إذا لم تتماشَ أحكامهم مع رغبات الحكومة.
انقلاب سياسي داخل الحكومة: أزمة الديمقراطية
ووصف أولمرت هذه التحركات كـ “محاولة انقلاب سياسي” من داخل الحكومة. واتهَم الوزراء وأعضاء الكنيست المنتمين للائتلاف الحاكم بالتحريض ضد المحكمة العليا. وأضاف أن هناك محاولات لتقويض شرعية المحكمة والسعي للسيطرة على وسائل الإعلام.
المليشيات المسلحة تهدد حرية الإعلام
توقع أولمرت أن تتعرض وسائل الإعلام للهجوم من المليشيات المسلحة المدعومة من وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير. وأوضح أن هذه المليشيات قد تقتحم قنوات التلفزيون وتهدد الصحفيين، في خطوة لتقويض حرية الإعلام وفرض السيطرة على الأخبار.
ثقافة العنف تتسرب إلى الجيش الإسرائيلي
أبدى أولمرت قلقه من أن تسريب ثقافة العنف إلى داخل الجيش الإسرائيلي قد يُضعف من تماسكه وأخلاقياته. وأشار إلى أعمال عنف في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الفلسطينيين، ما يعكس تدهور أخلاقيات الجيش.
صمت المؤسسات الأمنية تجاه العنف
انتقد أولمرت صمت المؤسسات الأمنية الإسرائيلية تجاه أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون ضد الفلسطينيين. وأشار إلى أن الشرطة لا تُظهر نفس الفعالية ضد المستوطنين كما تُظهر ضد الفلسطينيين أنفسهم.
هل من الممكن تجنب الحرب الأهلية؟
ختم أولمرت مقاله بالتحذير من أن إسرائيل قد تشهد حرباً أهلية مدمرة قريباً، إذا لم تتخذ خطوات حاسمة لوقف هذا الانحدار. وطرح تساؤلاً عما إذا كان الخروج الشعبي إلى الشوارع سيوقف العنف أم سيسهم في تصعيده.
