أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تلقيه نسخة جديدة من الاتفاق حول المعادن النادرة في أوكرانيا من الولايات المتحدة، والتي تهدف واشنطن من خلالها إلى استغلال هذه الموارد. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي يوم الجمعة إن الجانب الأوكراني تلقى رسميًا مذكرة الاقتراحات الأميركية، مؤكدًا أن الوثيقة “مختلفة تمامًا” عن النسخة السابقة، مشيرًا إلى أنها ستتطلب تقييمًا قانونيًا إضافيًا.
هذا الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ أسابيع، يهدف إلى السماح للولايات المتحدة بالاستحواذ على المعادن النادرة في الأراضي الأوكرانية مقابل الدعم العسكري والمالي الذي قدمته لأوكرانيا في سياق الحرب ضد روسيا.
وقد أبدت أوكرانيا استعدادها لتوقيع هذا الاتفاق، حيث كان زيلينسكي قد توجه إلى واشنطن في فبراير/شباط الماضي لمحاولة إنهاء المفاوضات، إلا أن هذه المبادرة فشلت بسبب مشادة كلامية بينه وبين ترامب في المكتب البيضاوي.
وفي تصريحاته الأخيرة، أكد زيلينسكي أن بلاده لا تعتبر المساعدات العسكرية الأميركية السابقة بمثابة قروض يجب سدادها، وأوضح أن أوكرانيا لن تقبل أي صفقة تتعلق بحقوق المعادن إذا كانت تهدد تكاملها مع الاتحاد الأوروبي.
ورغم عدم إعلان تفاصيل المسودة الجديدة للاتفاق بشكل رسمي، فقد وجه نواب أوكرانيون ووسائل إعلام محلية انتقادات شديدة إليها، معتبرين أنها “غير مقبولة”.
وقد نقلت رويترز عن مصادر أن المقترح الأخير الذي قدمته واشنطن لا يتضمن أي ضمانات أمنية مستقبلية لأوكرانيا، ويمنح الولايات المتحدة الحق الأول في شراء الموارد المستخرجة، بالإضافة إلى استرداد جميع الأموال التي قدمتها لأوكرانيا منذ عام 2022 مع فوائد سنوية بنسبة 4%.
وقالت صحيفة “أوكراينسكا برافدا” إن “فريق ترامب تراجع عن كل التسويات التي تم التوافق عليها قبل شهر”، موضحة أن الوثيقة الجديدة تشكل “شبه تخط لكل الخطوط الحمراء”، و**”تحرم أوكرانيا جزءًا من سيادتها”** وتجبرها على “تسديد كل المساعدة الأميركية التي تلقتها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق لا يتضمن أي ضمان أمني لأوكرانيا، وهو أمر تلح عليه كييف.
من جانبها، قالت يوليا سفيريدينكو نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن كييف ستصدر موقفها من النسخة الجديدة من الاتفاق عندما يتم الوصول إلى توافق، وأكدت أن النقاش العام حول الوثيقة سيكون ضارًا حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.