يعد الهدهد من الطيور المميزة في القصص الدينية، حيث ذكر في القرآن الكريم في سياق قصة النبي سليمان عليه السلام. في سورة النمل، يتضح أن الهدهد كان له دور حيوي في كشف الحقيقة عن مملكة سبأ، حيث أخبر سليمان بأن قوم بلقيس (ملكة سبأ) يسجدون للشمس من دون الله. هذا التبليغ جعل سليمان يشكك في صحة الرواية، لكن الهدهد أثبت صدقه في النهاية، وكان له مكانة خاصة في خدمة النبي سليمان.
أساطير حول الهدهد
في العديد من الأساطير الفارسية والإسرائيلية، يتم تصوير الهدهد على أنه طائر سحري، يتمتع بقدرات خارقة تحمي مملكة سليمان. ويقال إنه كان يستطيع اكتشاف الأرواح الشريرة أو الدجالين، كما كان له القدرة على إطلاق تحذيرات إذا اقترب خطر غير مرئي. في بعض الأساطير، يُعتقد أن الهدهد كان يتمتع بقدرة على الطيران السريع لدرجة أنه يمكنه قطع المسافة بين فلسطين واليمن في وقت قصير جدًا، بل ويقال إن له القدرة على إحضار عرش بلقيس لسليمان في لحظة.
تتميز الأساطير حول الهدهد أيضًا بكونه يملك خصائص غير عادية، منها قدرته على اكتشاف المياه الجوفية من خلال ما يعتقد البعض أنه جوهرة سحرية في رأسه. إضافة إلى ذلك، تروي بعض الأساطير أنه كان لديه مفتاح الحكمة، يمكنه من معرفة الأسرار والخفايا، بما في ذلك مواقع المياه الجوفية، وكذلك معرفة أماكن الكنوز المدفونة.
الهدهد كمُخبر ومراقب
ووفقًا لبعض الروايات، كان الهدهد يعمل كعين سليمان على الجن والطيور، حيث كان يبلغ عن تحركاتهم أو أي تمرد محتمل. وقد أشار بعض العلماء إلى أن الهدهد كان يستطيع التحدث بعدة لغات، بما في ذلك لغة الطيور والجن، ما جعله أداةً ثمينة لسليمان في استكشاف العالم حوله.
الغياب الغامض للهدهد
أثار غياب الهدهد عن الاجتماع في بداية القصة بعض التساؤلات. بعض التفسيرات تقول إنه كان محبوسًا في قفص عند أحد الملوك أو كان يبحث عن الطعام. بينما تشير روايات أخرى إلى أنه كان يرسل رسالة التوحيد إلى جماعات من الطيور.
في الختام، يظل الهدهد في ثقافات عديدة رمزًا للحكمة والمعرفة الخارقة، ويمثل جسرًا بين العوالم الروحية والظاهرة. تلك الأساطير قد تضفي على الهدهد هالة من القداسة والمكانة الخاصة، إلا أن ما يهم في النهاية هو الرسالة الأساسية التي يحملها في قصة سليمان، وهي أهمية المعرفة والأمانة في نقل الأخبار.
(المقال من مصدر نيوز عربي)