على وشك السفر في الأعياد؟ دليلك لاختيار المقعد المثالي من الطائرة إلى القطار

إن اختيار المقعد المناسب يمكن أن يكون له تأثير كبير على راحة الرحلة. بالنسبة للبعض، الجلوس بجانب النافذة يمكن أن يكون مريحًا وجميلًا بفضل المناظر الخلابة، لكنه قد لا يكون الأنسب في بعض الحالات. فكما ذكرت صفا السمان، قد لا تكون الإطلالة دائماً كما هو متوقع، بالإضافة إلى أن بعض المقاعد تكون ضيقة أو محشورة في أماكن قد تكون غير مريحة، مما يجعل السفر أقل متعة.

بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن الراحة أثناء الرحلة، قد يكون من الأفضل اختيار المقعد الذي يوفر مساحة أكبر للأرجل أو الذي يقع في ممر، مما يمنح الركاب حرية الحركة. أما إذا كنت تفضل الاستمتاع بالمناظر أو تحتاج إلى الهدوء، فقد يكون المقعد بجانب النافذة هو الخيار الأفضل، بشرط التأكد من أنه يوفر تجربة مريحة.

كيفية اختيار المقعد المثالي أثناء السفر: نصائح من صفا السمان

مع اقتراب مواسم الأعياد والإجازات، يبدأ العديد من المسافرين في التخطيط لرحلاتهم. وفي هذه اللحظات، قد يواجه البعض صعوبة في تحديد المقعد المثالي على متن وسائل النقل، سواء كانت طائرة، حافلة أو قطارًا. فهل المقعد بجانب النافذة هو الخيار الأفضل دائمًا؟ وكيف يؤثر اختيار مكان الجلوس على تجربة السفر بشكل عام؟ وما هي المعايير التي يجب مراعاتها لضمان رحلة أكثر راحة ومتعة؟

هل الجلوس بجانب النافذة هو الخيار الأمثل؟

بحسب صفا السمان، المدونة المتخصصة في السفر والتي استطاعت جذب أكثر من 63 ألف مشترك إلى مجموعتها على “فيسبوك” خلال شهر واحد فقط، فإن اختيار مقعد الطائرة ليس مجرد تفصيل بسيط بل هو عنصر رئيسي في تحديد مدى راحة الرحلة. صفا، التي درست الآثار وكتبت رسالة الماجستير في هذا المجال، توضح أن غالبية المسافرين الذين يفضلون الجلوس بجانب النافذة هم من فئة الشباب الذين يطمحون للاستمتاع بالمناظر البانورامية من الأعلى، من السحب إلى أضواء المدن.

لكن صفا تشير أيضًا إلى أن هذا الاختيار قد لا يكون مثاليًا في بعض الحالات، حيث قد يكتشف البعض بعد الحجز أن المقعد المجاور للنافذة يحجب الرؤية بسبب وجود الجناح في الجهة المقابلة أو أن المقعد ضيق وغير مريح، مما يجعل الرحلة غير ممتعة.

نصائح لاختيار المقعد المثالي

ترى صفا أن اختيار المقعد المثالي يعتمد بشكل كبير على تحديد الأولويات الشخصية للمسافر. على سبيل المثال، أولئك الذين يعانون من ضيق المقاعد يفضل لهم اختيار المقاعد القريبة من مخارج الطوارئ أو الصفوف الأمامية في الكابينة، حيث المساحة تكون أكبر. أما الأشخاص الذين يتحركون كثيرًا أثناء الرحلة فيفضل لهم المقاعد القريبة من الممرات.

وتؤكد صفا على أن هذه القاعدة لا تقتصر على الطائرات فقط، بل يمكن تطبيقها أيضًا على الحافلات والقطارات. فكل مسافر له احتياجات مختلفة، وبالتالي يختلف تعريف “المقعد المثالي” من شخص لآخر.

كيف تختار مقعدك على متن الطائرة؟

ليست جميع المقاعد على متن الطائرة متساوية، فكل موقع يحمل مزايا وعيوبًا تختلف حسب احتياجات المسافر. حتى في الصفوف المزدحمة، هناك مقاعد توفر مساحات أكبر للأرجل، وأخرى تمنح راحة إضافية أو تسهيلات معينة تجعل الرحلة أكثر سلاسة ومتعة. لذلك، ينصح الخبراء المسافرين باختيار مقاعدهم بناءً على أولوياتهم الشخصية وطبيعة رحلتهم. إليك بعض النصائح التي قد تساعد في اتخاذ القرار الصحيح:

• للراغبين في الاستقرار أثناء الرحلة: إذا كنت تخشى الطيران أو تشعر بالقلق من الاضطرابات الجوية والإقلاع والهبوط، يُفضل اختيار المقاعد الواقعة في الممر الأوسط فوق جناح الطائرة، حيث يكون مركز التوازن في هذه المنطقة، مما يجعل الطائرة أكثر استقرارًا أثناء الرحلة.

• لمن يحتاجون تواصلًا مستمرًا مع طاقم الطائرة: إذا كنت تفضل التواصل المستمر مع طاقم الطائرة أو تشعر بالانزعاج من تأخر الاستجابة، فإن المقاعد المطلة على الممر هي الخيار المثالي. حيث يسهل التفاعل مع المضيفين بفضل مرورهم المتكرر بجانبك.

نصائح لاختيار المقعد المثالي للعائلات والركاب طويل القامة

عندما يتعلق الأمر بالسفر مع الأطفال أو عندما تكون الرحلة طويلة، تصبح أولويات الركاب في اختيار المقعد أكثر دقة. إليك بعض النصائح التي تساعد في تحسين تجربة السفر للأفراد والعائلات:

• العائلات التي تسافر مع أطفال صغار: يُنصح بحجز الصف الأول من الدرجة الاقتصادية، الذي يقع خلف فاصل درجة رجال الأعمال مباشرة. هذا الخيار يوفر مساحة أكبر ويسهل التعامل مع الأطفال أثناء الرحلة، حيث يمكن للأهل التحرك بسهولة، سواء لتغيير مكان الطفل أو للتفاعل معه بشكل أكثر راحة.
• الركاب الذين يخططون للنوم أثناء الرحلة: يُفضل تجنب الصفوف الأخيرة من الدرجة الاقتصادية، حيث تكون قريبة من منطقة المطبخ والمرافق الأخرى. هذا الموقع يعنى ضوضاء مستمرة بسبب حركة الطاقم، مما قد يقلل من فرص النوم المريح. اختيار مقعد بعيد عن هذه المناطق قد يكون أفضل للحصول على قسط من الراحة أثناء السفر.
• الركاب طوال القامة أو الذين يفضلون التمدد بحرية: إذا كنت من الأشخاص الذين يفضلون التمدد أثناء السفر، فالمقاعد القريبة من مخارج الطوارئ هي الخيار المثالي. ولكن، تجدر الإشارة إلى أنه غالبًا ما يتم فرض رسوم إضافية على هذه المقاعد، بالإضافة إلى أنه قد تتطلب بعض شركات الطيران أن يكون الجالسون فيها قادرين على الحركة السريعة، مما قد يستبعد كبار السن أو من يسافرون مع أطفال.

اختيار المقعد بناءً على احتياجاتك الشخصية يمكن أن يُحسن بشكل كبير من راحة وسهولة رحلتك، مما يجعل السفر أكثر متعة وأقل توترًا.

المقاعد التي يجب تجنبها عند السفر بالحافلة

عند السفر بالحافلة، يتعين على المسافرين اختيار المقاعد بعناية لضمان رحلة مريحة وسلسة. رغم أن المقاعد الأمامية غالبًا ما تُعتبر الخيار الأفضل بفضل المساحة الإضافية للأرجل والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، إلا أن “المقعد المثالي” يختلف من شخص لآخر بناءً على احتياجات وتفضيلات كل مسافر. إذا كنت تخطط للسفر بالحافلة، إليك بعض المقاعد التي يُنصح بتجنبها:

• مقاعد النوافذ في منتصف الحافلة: رغم أنها قد تبدو خيارًا جيدًا، إلا أنها يمكن أن تكون غير مريحة إذا قام الشخص أمامك بإرجاع ظهر المقعد، مما يحد من المساحة المتاحة لك. إضافة إلى ذلك، الوصول إلى هذه المقاعد والخروج منها يمكن أن يكون صعبًا، خاصة للمسافرين الذين يحتاجون إلى التحرك بشكل متكرر أو الذين يسافرون برفقة أطفال.
• المقاعد الخلفية: غالبًا ما تكون هذه المقاعد الأقل راحة، حيث تعاني من ضيق المساحة وزيادة مستوى الضوضاء بسبب قربها من المحرك. كما يشعر الركاب في هذه المقاعد بمزيد من الاهتزازات والمطبات طوال الرحلة، مما قد يجعل السفر غير مريح.
• المقاعد القريبة من دورات المياه: في الرحلات الطويلة، يُفضل تجنب هذه المقاعد بسبب الروائح المحتملة وازدحام الركاب المتكرر في المنطقة. هذه المقاعد قد تكون غير مريحة إذا كنت بحاجة إلى الراحة أو الخصوصية.

اختيار المقعد الأنسب يمكن أن يُحسن تجربتك أثناء السفر بالحافلة ويجعل الرحلة أكثر راحة ومتعة.

المقاعد الأكثر أمانًا في القطارات: أين تجلس لتكون في مأمن؟

عندما يتعلق الأمر بالسفر عبر القطارات، يسعى الكثير من المسافرين إلى تحقيق توازن بين الراحة والأمان، خاصة مع تزايد الحوادث التي يتم تسجيلها. بين عامي 2005 و2014، تم توثيق أكثر من 13 ألف حالة خروج عن القضبان و1450 حادث تصادم، معظمها وقع في مقدمة القطار.

لتقليل المخاطر وتعزيز الأمان أثناء الرحلة، يوصي الخبراء باختيار المقاعد الواقعة في منتصف القطار، حيث تكون فرص النجاة أكبر في حال وقوع حادث، سواء كان تصادمًا أو خروجًا عن القضبان. وتُعتبر العربات الأمامية والخلفية أكثر عرضة للخطر، إذ تزداد احتمالية تعرضها للأضرار الشديدة في الحوادث.

من ناحية أخرى، يُعتبر المقاعد الواقعة على الممرات أكثر أمانًا من تلك المطلة على النوافذ. ذلك لأن ركاب النوافذ يتعرضون بشكل أكبر لخطر المقذوفات أو الحجارة التي قد تخترق الزجاج أثناء الحوادث، ما يزيد من احتمال إصابتهم.

بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بالجلوس بعكس اتجاه القطار، حيث أن هذا الوضع يُقلل من خطر الاندفاع إلى الأمام في حال التوقف المفاجئ أو التصادم. كما أن هذه الوضعية تساعد على تقليل الشعور بالغثيان أو التعب لدى بعض الركاب أثناء الرحلة.

باختيار المقاعد الأكثر أمانًا، يمكن للمسافرين الاستمتاع برحلة أكثر أمانًا وراحة، مما يسهم في تقليل مخاطر الحوادث وتأثيراتها.