• Home  
  • المسلمون واكتشاف القارة الأميركية قبل كولومبوس
- سياسة

المسلمون واكتشاف القارة الأميركية قبل كولومبوس

في كتابه “اكتشاف المسلمين للقارة الأميركية قبل كريستوفر كولومبوس”، استعرض المؤرخ التركي محمد فؤاد سزكين خرائط قديمة سابقة لعصر كولومبوس، مثل الخرائط البرتغالية، والجاوية، والعثمانية. ومن أبرز هذه الخرائط خريطة البحّار العثماني بيري رئيس، والتي تُشبه بشكل مدهش خرائط الأقمار الصناعية المعاصرة، خاصة في ما يتعلق بقارة أميركا الجنوبية. هذه الخريطة وُضعت في أوائل القرن […]

RTS3CDHU

في كتابه “اكتشاف المسلمين للقارة الأميركية قبل كريستوفر كولومبوس”، استعرض المؤرخ التركي محمد فؤاد سزكين خرائط قديمة سابقة لعصر كولومبوس، مثل الخرائط البرتغالية، والجاوية، والعثمانية. ومن أبرز هذه الخرائط خريطة البحّار العثماني بيري رئيس، والتي تُشبه بشكل مدهش خرائط الأقمار الصناعية المعاصرة، خاصة في ما يتعلق بقارة أميركا الجنوبية. هذه الخريطة وُضعت في أوائل القرن السادس عشر.

خلص سزكين من خلال دراسته المقارنة إلى أن العرب والمسلمين امتلكوا معرفة دقيقة بخطوط الطول والعرض. كما استخدموا المراصد لرصد الكسوف والخسوف، وهي تقنيات لم تكن معروفة في أوروبا حينها. هذا يوضح تفوق المسلمين علميًا في مجال الجغرافيا والملاحة.

كولومبوس وخريطة الرحلة: أصول إسلامية؟

شهادات بعض مرافقي كولومبوس تشير إلى أنه استخدم خريطة قبل بدء رحلته إلى أميركا الوسطى واللاتينية. الملفت في هذه الخريطة أنها احتوت على جزر معروفة حاليًا، وكان يُعتقد حينها أنها تابعة لآسيا. يرى سزكين أن هذه الخريطة نتاج بيئة ثقافية متقدمة في علم الجغرافيا، وهي البيئة الإسلامية.

ويؤكد سزكين أيضًا أن البرتغاليين كانوا على دراية بمضيق ماجلان منذ عام 1428، وذلك بفضل خريطة جُلبت إلى البرتغال آنذاك. ويرى أن هذه الخرائط تعود في أصولها إلى التراث الإسلامي، وأن البحارة المسلمين سبقوا الغرب في اكتشاف المحيط الأطلسي وسواحله.

الراهب فرا ماورو والرحلة العربية إلى الأطلسي

تُظهر خريطة فرا ماورو، التي رُسمت عام 1457، وصفًا لرحلة بحرية عربية عبر المحيط الأطلسي، حدثت حوالي عام 1420. استغرقت الرحلة أربعين يومًا، وقطعت حوالي 2000 ميل. ووفقًا للنص المكتوب على الخريطة، وصف الراهب المحيط الأطلسي بـ”بحر الظلمات”، وذكر منطقة “رأس الذئاب”.

يرى سزكين أن هذه الدلالات تعني أن المسلمين كانوا على دراية بوجود الأميركتين قبل كولومبوس بقرون. والدليل الإضافي أن الأوروبيين نقلوا مصطلحات عربية جغرافية كما هي.

سيرة كولومبوس في ظل الصراع الحضاري

طرح المؤرخ الأميركي ألان ميخائيل، في كتابه “ظلّ الله: السلطان سليم وصناعة العالم الحديث”، تحليلاً جديدًا لسياق رحلة كولومبوس. يشير إلى أن هذه الرحلة لم تكن فقط بهدف الاستكشاف أو الحصول على الذهب، بل كانت أيضًا جزءًا من مشروع أيديولوجي امتدادًا للحملات الصليبية، بهدف الالتفاف على العالم الإسلامي المتنامي بقيادة العثمانيين.

وُلد كولومبوس عام 1451 في جنوة، وهي مدينة ساحلية إيطالية تأثرت بسقوط القسطنطينية عام 1453. هذا الحدث كان كارثيًا للمسيحية الغربية. فقدت جنوة آنذاك منفذها الشرقي إلى البحر الأسود، مما تسبب بأزمة دينية واقتصادية.

كولومبوس وأثر الحملات الصليبية

خلال نشأته، شهد كولومبوس مرور العديد من الصليبيين عبر ميناء جنوة. وتشرّب فكرة استعادة النفوذ المسيحي، وتأثر بكتابات ماركو بولو، خاصة ما يتعلق بـ”الخان العظيم”، حاكم آسيا المفترض الذي كان يُعتقد أنه مهتم باعتناق المسيحية.

كتب كولومبوس في مقدمة يوميات رحلته إلى الملكة إيزابيلا والملك فرديناند، أنه خرج للبحث عن “الخان العظيم”. كان يؤمن بأن هذا الخان، إذا اعتنق المسيحية، فسيجعل أتباعه يفعلون المثل، مما قد يؤدي إلى تحالف مسيحي قوي يسهم في محاصرة المسلمين وإنهاء وجودهم في الشرق الأوسط.

لوحة تصور محمد الأول ملك غرناطة وهو يقبل يد فرديناند الثالث ملك قشتالة، أثناء استسلام جيان والموافقة على أن يكون تابعًا له. (مواقع التواصل)

تشكَّلت هذه الأفكار لديه في شبابه، لكنه لم يكتفِ بقراءتها فقط، بل كانت لديه خبرات مباشرة في التعامل مع المسلمين قبل أن ينطلق في رحلته وتجربته البحرية التي استمرت لفترة طويلة في البحر المتوسط، وهو البحر الذي وجد فيه صراعا لا يقل ضراوة بين عالم الصليبيين والدولة العثمانية التي كانت تتحمل عبء الدفاع عن المسلمين في شمال أفريقيا وقتئذ.

وخلال مغامراته الأولى بصفته بحارا مرتزقا، قادته بعض الرحلات إلى أجزاء مختلفة من العالم الإسلامي، لقد استأجره ملك أنجو في فرنسا لاستعادة سفينة له كانت قد استولى عليها قراصنة متمركزون في تونس على الساحل الشمالي لأفريقيا، وكانت تلك المرة الأولى التي واجه فيها كولومبوس الإسلام وجها لوجه، واقعا حيا يتنفس، وليس مجرد فكرة قرأ عنها أو سمع بها في جنوة، ونحن لا نعرف بالضبط كيف انتهت تلك الرحلة -ربما لم يتمكن من استعادة السفينة-، ولكنها كانت أول لقاء له مع العالم الإسلامي بأي شكل من الأشكال.

وفي رحلة أخرى وصل إلى جزيرة خيوس الواقعة قبالة سواحل الأناضول في بحر إيجه، وهناك التقى بجنود يونانيين كانوا قد دافعوا عن القسطنطينية عند سقوطها، ولا شك أنه سمع منهم قصصا مباشرة عن سقوط مدينة مسيحية كبرى في أيدي قوة إسلامية، كما أبحر أيضا مع ملاحين برتغاليين على طول الساحل الغربي لأفريقيا، وهناك من جديد كان عليه أن يواجه القوة الإسلامية، وقد بدأ يدرك -كما يقول ألان ميخائيل- أنه حتى بعد مغادرة البحر الأبيض المتوسط والوصول إلى أماكن مختلفة تماما مثل غرب أفريقيا، فإن الإسلام سيكون حاضرا في كل مكان.

وقد عاصر ذروة الصراع بين الإسلام والعالم الغربي الصليبي حين كان شاهدا على حصار غرناطة عام 1492، وعندما استولى الملكان إيزابيلا وفرديناند على المدينة، وفي دفتر يومياته يربط كولومبوس بين هذا الحدث -طرد آخر حاكم مسلم من إسبانيا- وبين قرار الملكين بإرساله في رحلته للعثور على طريق جديد إلى آسيا والتواصل مع “الخان العظيم” لاستمالته للمسيحية بغية الالتفاف حول عالم الإسلام والانقضاض عليه، فبالنسبة له كانت كل هذه الأمور مترابطة، كما يصف ميخائيل.

كولومبوس والروح الصليبية في استكشافه

ولكن إلى أي درجة كان من الواضح أن رحلته تهدف إلى تطويق عالم الإسلام عندما كان يحاول إقناع فرديناند وإيزابيلا بدعمه في رحلاته تلك؟

من المعروف أنه توجَّه إلى الكثير من الأشخاص طلبا للتمويل لرحلاته، وخلال هذه العملية استخدم ما رآه معركة وجودية بين العالم المسيحي والإسلام بوصفه أحد المبررات لرحلاته.

وكانت هذه الحجة في ذروة الحرب الدينية الكاثوليكية تجاه مسلمي الأندلس مؤثرة لدى إيزابيلا وفرديناند بلا شك، وأيضا بسبب السياسة الحاكمة في أوروبا آنذاك، فقد كانا يسيطران على أراضٍ أخرى في إيطاليا، وخاصة في صقلية، وكانا يعتقدان أن العثمانيين قد يحاولون غزوها في أية لحظة.

وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك عدد كبير من المسلمين لا يزالون يعيشون في إسبانيا بعد سقوط غرناطة، وكان يُنظر إليهم على أنهم طابور خامس محتمل، أي إنهم أعداء داخليون قد يكونون متحالفين مع العثمانيين أو المماليك أو القوى الإسلامية في شمال أفريقيا، ولا شك أنهم كانوا على علم برسائل الاستغاثة التي كان يرسلها المورسكيون إلى كلٍّ من القاهرة عاصمة المماليك، وإسطنبول عاصمة العثمانيين.

لوحة رُسمت في 1877 تصور دخول كولومبوس إلى برشلونة مع أسرى من السكان الأصليين للعالم الجديد (غيتي إيميجز)

كان فرديناند وإيزابيلا يتملّكهما شعور مستمر بأن الإسلام يلاحقهما، وكما يذكر ميخائيل فهناك العديد من الأمثلة على الطرق التي تعامل بها كولومبوس والمستكشفون الأوروبيون مع السكان الأصليين في العالم الجديد، حيث كانوا مهيئين مسبقا لرؤيتهم بالطريقة نفسها التي نظروا بها إلى المسلمين الذين واجهوهم في أوروبا.

ومن اللافت أن المستكشفين الأوروبيين الأوائل استخدموا لغتهم وثقافتهم وانطباعاتهم التي كوّنوها حول الإسلام والمسلمين حينئذ لتأطير تجربتهم في العالم القديم عندما وصلوا إلى العالم الجديد، ويضرب ميخائيل بعض الأمثلة على ذلك، حيث وصف كولومبوس أسلحة التاينو -وهم السكان الأصليون لمنطقة الكاريبي- أنها “الفانخيس”، وهو الاسم الإسباني الذي كان منتشرا وقتها للسيوف المنحنية التي كان يستخدمها الجنود المسلمون.

وقد ذكر هيرنان كورتيس، المغامر الإسباني الذي يوصف بـ”فاتح المكسيك”، أن هناك 400 “مسجد” في المكسيك، وكان يقصد بها على الأرجح معابد الأزتك، كما وصف نساء الأزتك بأنهن يشبهن “النساء الموريسكيات”، كما كان كورتيس يصف مونتيزوما زعيم الأزتك بأنه “سلطان”. وهكذا نرى الجيل الأول من الغزاة الإسبان قد تشكَّل وعيهم في عالم من الحروب بين الإسلام والمسيحية، ولذلك كان هذا هو الإطار المرجعي الذي استخدموه عندما فكّروا في أعدائهم كما يذكر ميخائيل.

هؤلاء المستكشفون كانوا يرون دلائل على ترسُّخ الإسلام في هذه الأمم -في ظنهم- لأنهم في آسيا كما كانوا يعتقدون، والإسلام يحيط بهم من كل جانب، فإن هذا ما يؤكده كولومبوس نفسه، فحتى يوم وفاته عام 1506، كان يعتقد أنه وصل إلى آسيا بالفعل، وكان يظن أنه يحتاج فقط إلى العثور على الطريق الصحيح للوصول إلى “الخان العظيم” الذي كتب عنه ماركو بولو واقتنع كولومبوس بأهمية التحالف مع هذا الخان لتطويق عالم الإسلام.

والحق أن هاجس ملاحقة الإسلام لهم ظل مستمرا حتى فترات متأخرة، فحتى بعد زمن كولومبوس بوقت طويل، في ثمانينيات القرن السادس عشر تقريبا، عندما أصبح من الواضح أن الأميركتين ليستا آسيا، أبلغت السلطات الإسبانية في بيرو عما قيل إنه شائعات عن سفن عثمانية قبالة الساحل الغربي لأميركا الجنوبية.

وكما يذكر ألان ميخائيل فلا يوجد حتى الآن أي دليل تاريخي على صحة هذا الادعاء، مع الانفتاح على تغيير رأيه إذا وجد دليلا يؤيده، ولكن ما أثار اهتمامه، وهو الذي أعاد قراءة عالم كولومبوس والمستكشفين الأوائل من هذا المنظار، هو فكرة أن هذه النظرة بقيت قائمة لديهم، وهي أن الإسلام موجود في كل مكان، وأن المسلمين يحيطون بهم من كل جانب.

TURPAN, CHINA - SEPTEMBER 12: (CHINA OUT) A Uyghur family pray at the grave of a loved one on the morning of the Corban Festival on September 12, 2016 at a local shrine and cemetery in Turpan County, in the far western Xinjiang province, China. The Corban festival, known to Muslims worldwide as Eid al-Adha or 'feast of the sacrifice', is celebrated by ethnic Uyghurs across Xinjiang, the far-western region of China bordering Central Asia that is home to roughly half of the country's 23 million Muslims. The festival, considered the most important of the year, involves religious rites and visits to the graves of relatives, as well as sharing meals with family. Although Islam is a 'recognized' religion in the constitution of officially atheist China, ethnic Uyghurs are subjected to restrictions on religious and cultural practices that are imposed by China's Communist Party. Ethnic tensions have fueled violence that Chinese authorities point to as justification for the restrictions. (Photo by Kevin Frayer/Getty Images)
حتى وفاته، ظل كريستوفر كولومبوس يعتقد أنه وصل إلى آسيا وأن عليه أن يصل إلى زعيم المسلمين هناك (غيتي إيميجز)

في أحد الحوارات الصحفية التي أجراها المؤرخ ألان ميخائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2020، سُئل عن إمكانية استخدام مصطلح “رُهاب الإسلام” (إسلاموفوبيا) لوصف مشاعر كولومبوس وإيزابيلا وفرديناند وغيرهم من المسيحيين الأوروبيين في ذلك الوقت؟ وما الذي كان يُحفِّز عداءهم؟ هل هو القلق بشأن السيطرة على الأراضي؟ أم الخوف من سيطرة الإسلام وهيمنته؟

وقد أجاب بأنه لم يرد استخدام مصطلح “إسلاموفوبيا” في كتابه “ظل الله السلطان سليم: الإمبراطورية العثمانية وصناعة العالم الحديث” في وصف تلك الأحداث؛ لأن المصطلح حديث جدا، ومن الصعوبة بمكان تطبيقه على هذه الفترة، ربما يكون مصطلح مثل “المشاعر المعادية للمسلمين” هو الأنسب.

واللافت كما يذكر أن هناك خيطا ممتدا من المشاعر المعادية للمسلمين منذ تلك الفترة، وربما حتى قبلها، إلى يومنا هذا، حيث يمكن في بعض النواحي رسم هذا الخط المستقيم عبر التاريخ، لكنه في الوقت نفسه لا يتبنّى السردية القائلة بوجود “صراع حضارات” أبدي، لأنه كما يصف هناك الكثير من الأمثلة التي تُظهر أن الأوروبيين المسيحيين والمسلمين كانت لديهم أيضا تفاعلات إيجابية جدا في الفترة نفسها التي نصفها، مثل تبادل الأفكار، وتجارة البضائع، والعلاقات الدبلوماسية، وحتى القتال جنبا إلى جنب في الحروب ضد أعداء آخرين.

وإذا عدنا إلى كولومبوس والسيادة الإسبانية التي نتحدث عنها وأرادت إنكار الإسلام وهزيمته، فقد نجحت في ذلك، لأن السرديات حول “العالم الجديد” تستثني المسلمين تماما، وهذا جزء من الإرث الذي تركوه.

ويستكمل ميخائيل قوله “إذا فكرتَ فيما يمكن تسميته “الواردات” التي جلبها كولومبوس معه في عام 1492، فستجد الأمراض، والطموح في الوصول إلى آسيا، والروح الصليبية المعادية للمسلمين، ومن المأساوي جدا أنه لكتابة هذا التاريخ وما حدث بعد ذلك، لا بد من إدراج ما جرى للسكان الأصليين للأميركتين ضمن سياق التاريخ الأوروبي المناهض للإسلام”.

ويربط ألان ميخائيل بين إرث المستكشفين الأوائل الفكري والخطابي والرواسب المتبقية في العقلية الأميركية الحديثة التي لا تزال تربط بين المسلمين والسكان الأصليين لأميركا، حيث نرى ذلك اليوم في حقيقة أن المسرح الرئيسي للحروب الأميركية هو العالم الإسلامي، كما أن العديد من الأسلحة الأميركية المستخدمة هناك تحمل أسماء تعود إلى السكان الأصليين مثل طائرات “الأباتشي” الهجومية، ومروحيات “بلاك هوك”، وصواريخ “توماهوك”.

يختم ميخائيل بقوله “إن هناك تاريخا من الحروب الأميركية ضد الشعوب الأصلية يتكرر الآن بأشكال مختلفة في العالم الإسلامي”، وقد يقول البعض إن هذه مجرد أسماء ولغة لا تعني شيئا، لكن الأمر ليس كذلك، هناك أسباب وراء وجود هذه الصدى الخطابي، هناك سبب وراء استخدام كولومبوس وكورتيس لغة تشير إلى الإسلام عندما واجهوا “العالم الجديد” يجب علينا توضيحها وفهمها.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678